قلت: المنشأ إذا كان هو الطلب على تقدير حصوله، فلابد أن لا يكون قبل حصوله طلب وبعث، وإلا لتخلف عن إنشائه (2)، وإنشاء
____________________
ودل عليه بدالين، وينحصر الجواب بانكار كون المعنى الحرفي هو الجزئي الحقيقي الخارجي كما عرفت.
(1) حاصل هذا الاشكال ان الواجب المشروط كما عرفت يرجع إلى كون الطلب معلقا على المجيء، وقبل المجيء لا طلب فيشكل عليه: بان الانشاء هو العلة الأخيرة لحصول ما أنشئ به ولا ريب ان الانشاء فعلي لا تعليقي، فإذا كان الطلب المنشأ بهذا الانشاء الفعلي تعليقيا يلزم تخلف المعلول عن علته، لوضوح ان الطلب هو المنشأ بهذا الانشاء فكيف يعقل كون الانشاء الذي هو العلة الأخيرة للطلب فعليا والمنشأ بهذا الانشاء تعليقيا والمعلول لا يعقل تخلفه عن علته، وما ذكرنا هو المراد بقوله: ((على ذلك)): أي على القول بالواجب المشروط وكون الطلب معلقا على المجيء وغير ثابت بالفعل، والمفروض ان الانشاء حاصل بالفعل ((يلزم تفكيك الانشاء من المنشأ)): أي يلزم تخلف المعلول عن علته، لأن المنشأ بهذا الانشاء وهو الطلب غير متحقق بالفعل لما عرفت ان المدعى هو عدم تحقق الطلب قبل تحقق الشرط، ولذا قال (قدس سره): ((حيث لا طلب قبل حصول الشرط)) مع أن الانشاء الذي هو العلة الأخيرة له متحقق بالفعل وتخلف المعلول عن علته الأخيرة من المحالات الواضحة.
(2) توضيح الجواب ان الانشاء هو نحو من انحاء الاستعمال وهو ايجاد المعنى باللفظ، فالانشاء هو العلة الأخيرة لحصول المعنى المستعمل فيه بحصول هذا الانشاء الذي هو ايجاد المعنى بهذا الانشاء، والمعنى المنشأ لم يتخلف عن علته الذي هو الانشاء، فإنه قد حصل بهذا الانشاء المعنى الذي أنشئ به والانشاء فعلي والمعنى الحاصل به فعلي أيضا، ولكن المعنى الذي حصل بهذا الانشاء هو تحقق الطلب على تقدير حصول
(1) حاصل هذا الاشكال ان الواجب المشروط كما عرفت يرجع إلى كون الطلب معلقا على المجيء، وقبل المجيء لا طلب فيشكل عليه: بان الانشاء هو العلة الأخيرة لحصول ما أنشئ به ولا ريب ان الانشاء فعلي لا تعليقي، فإذا كان الطلب المنشأ بهذا الانشاء الفعلي تعليقيا يلزم تخلف المعلول عن علته، لوضوح ان الطلب هو المنشأ بهذا الانشاء فكيف يعقل كون الانشاء الذي هو العلة الأخيرة للطلب فعليا والمنشأ بهذا الانشاء تعليقيا والمعلول لا يعقل تخلفه عن علته، وما ذكرنا هو المراد بقوله: ((على ذلك)): أي على القول بالواجب المشروط وكون الطلب معلقا على المجيء وغير ثابت بالفعل، والمفروض ان الانشاء حاصل بالفعل ((يلزم تفكيك الانشاء من المنشأ)): أي يلزم تخلف المعلول عن علته، لأن المنشأ بهذا الانشاء وهو الطلب غير متحقق بالفعل لما عرفت ان المدعى هو عدم تحقق الطلب قبل تحقق الشرط، ولذا قال (قدس سره): ((حيث لا طلب قبل حصول الشرط)) مع أن الانشاء الذي هو العلة الأخيرة له متحقق بالفعل وتخلف المعلول عن علته الأخيرة من المحالات الواضحة.
(2) توضيح الجواب ان الانشاء هو نحو من انحاء الاستعمال وهو ايجاد المعنى باللفظ، فالانشاء هو العلة الأخيرة لحصول المعنى المستعمل فيه بحصول هذا الانشاء الذي هو ايجاد المعنى بهذا الانشاء، والمعنى المنشأ لم يتخلف عن علته الذي هو الانشاء، فإنه قد حصل بهذا الانشاء المعنى الذي أنشئ به والانشاء فعلي والمعنى الحاصل به فعلي أيضا، ولكن المعنى الذي حصل بهذا الانشاء هو تحقق الطلب على تقدير حصول