أولا في التزامه عروض الضحك للتعجب، والتعجب للادراك، مجال نظر.
كيف! ولا مجال لدعوى أن [التعجب] ضاحك، مع أن العروض ملازم مع صحة حمل وصفه الاشتقاقي على معروضه، فلا محيص من جعل التعجب من الجهات التعليلية، لعروض الضحك على النوع أو فصله، وهكذا الأمر بالنسبة إلى الادراك بالإضافة إلى التعجب بعين صحة سلب الحمل المزبور فيهما أيضا.
وثانيا على فرض تسلم عروض الضحك للتعجب لا معنى بعده للالتزام بعروضه للانسان الا بالواسطة من كونه معروض معروضه لا معروضه، وإلا فهو لا يناسب مع كونه عارضا للتعجب إذ يستحيل لعارض شخصي واحد معروضان بنحو الاستقلال.
نعم غاية ما في الباب صحة حمل العارض على ذي الواسطة بتبع حمل الواسطة عليه. ولكن مجرد صحة الحمل لا يلزم العروض وإن كانت الملازمة محفوظة في طرف العكس.
وثالثا على فرض تسليم عروض الضحك على الانسان نقول إن لازمه كون الضحك من عوارض ذات الانسان بواسطة أمر مساو له، وظاهرهم ادخال مثل هذه العوارض في العرض الذاتي لا العوارض الغريبة وإن كان لنا في مثل هذا التفصيل بين الأعراض - بتوسيط المساوي أو الأعم والأخص بجعل [الأول] من العوارض الذاتية والأخيرين من الغريبة - نظر; إذ الواسطة ان كانت من الجهات التعليلية - كما أشرنا - فالعارض بالوسائط المزبورة من العوارض الذاتية، بعد الجزم بعدم ارادتهم منها خصوص ما انتزع من الذات أو الثابتة باقتضاء الذات، وان كانت من الجهات التقييدية الموجبة لتخصص الموضوع بخصوصية خارجة معروضة لهذا العرض، فالعارض المزبور بالنسبة إلى الجامع (1)