ثم هنا دفع غشاوة ورفع غباوة حيث إنه بلغني عمن التزم بأن الصادر خارجا مركب من مقولات متعددة بلا جامع بينها رأسا مع ذلك جعل الصلاة من متحد المعنى بجعل مفهوم الصلاة أمرا مبهما من جميع الجهات بنحو كان في الخارج متحدا مع المقولات المختلفة كما وكيفا.
وفي مقام تقريب الذهن شبه المقام بابهام سائر المفاهيم من حيث الخصوصيات الخارجة عن الذات كالانسان المبهم من حيث شكله وجثته وهزاله وسمنه وقامته وغيرها وكالخمر من حيث مرتبة اسكاره واتخاذه من التمر أو العنب والزبيب وغيرها.
فكما أن ابهام هذه المفاهيم من الجهات الخارجة لا يقتضي إلا مجئ هذه الجهات بشكل وحداني منطبق في الخارج مع أنحاء هذه الصفات الخاصة كذلك ابهام الصلاة من الجهات الداخلية أيضا لا يوجب الا مجئ هذه الجهات في الذهن بشكل وحداني متحد مع الخصوصيات المقولية خارجا. هذا ملخص كلامه.
توضيح الدفع بأن الغرض من ابهام المعنى ان كان مرجعه إلى صورة مرتبة من الذات المحفوظة في ضمن المقولات بنحو الابهام واللا حدية كما هو شأن وجود كل جنس في ضمن نوعه، ففيه:
انه بعد اختلاف ماهيات المقولات بتمام ذاتها بلا جهة مشتركة في عالم ما هويتها وذواتها كيف يتصور مثل هذا المعنى المبهم المحفوظ بنحو اللا حدية بين المختلفات المزبورة؟ كيف، وتصوره فيها مساوق تصور جهة مشتركة بينها وهو خلف.
وان أريد من المعنى المبهم جهة عرضية (1) محفوظة بين الجميع بنحو كان