نقاش وتصحيح لبعض الآراء التي جاءت في تفسير الجلالين جاء في تفسير الجلالين تفسير لبعض الآيات كان للعلماء خلاف في المراد منها وقد اختار المفسران تفسير الجلالين بعض الآراء التي خالفا فيها الكثير من العلماء والمفسرين.
وقد رأينا أن ننبه على بعضها مما يتعلق بإسرائيليات أو غيرها لم تجمع الآراء عليها، بل كان للعلماء فيها أكثر من وجه. فمنها:
(1) قوله تعالى: (ولا تقربا هذه الشجرة) " سورة البقرة آية 35).
أقول: وهناك أقوال كثيرة في تعيين هذه الشجرة التي نهى الله سبحانه آدم وزوجه عن القرب منها، غير أنه لم يرد دليل من كتاب الله وسنة رسوله يمكن أن يصار إليه في تعيين هذه الشجرة، وقد أبهمها الله، فلم يعينها، فالأولى أن يترك أمر تعيينها، ولنؤمن أنها شجرة ما، لم نعرفها بعينها، ولا حاجة لان نعرفها بالتحديد.
إذ لا يترتب على معرفتها شئ من الفائدة، والنهي عن الاكل منها لحمة يعلمنها ربنا، وأقل ما يقال في ذلك أنه ابتلاء من الله سبحانه لآدم وزوجه، ولبيان أن هذه الحياة التي قام عليها أمر البشرية حياة ابتلاء واختبار (خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا).
(2) ومنها قوله تعالى: (فقلنا اضربوه ببعضها) سورة البقرة آية 73 أقول: لم يرد تعيين الذي ضرب به القتيل ليحيا، ولا يصار إلى تعينه إلا بخبر صحيح يعتمد عليه، فلا حاجة لتعينه بالتخرص إذ ظاهر الآية أن أي عضو من أعضاء البقرة ضرب به القتيل أعاد الحياة إليه، وأعرب عن قاتله.
(3) قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان..) سورة البقرة آية 102 أقول: قال الشيخ أحمد مصطفى المراغي في تفسيره: وقد زعموا أن سليمان هو الذي جمع كتب السحر من الناس ودفنها تحت كرسيه، ثم استخرجها الناس وتناقلوها، وهذا من مفتريات أهل الأهواء فنسبوها إليه كذبا وبهتانا.
والسيوطي رحمه الله نقل كلاما قيل قبله، فنقله كما قيل، ولم يعتمده ولم يرده بل ترك الامر للقارئ