تفسير الجلالين - المحلي ، السيوطي - الصفحة مقدمة التحقيق ٩
وبدون التفسير لا يمكن الوصول إلى هذه الكنوز والذخائر، مهما بالغ الناس في ترديد ألفاظ القرآن، وتوافروا كل يوم على قراءته ألف مرة بجميع وجوهه التي نزل فيها.
وهنا ت لمح السر في تأخر مسلمة هذا الزمان على رغم وفرة المصاحف في أيديهم ووجود ملايين الحفاظ بين ظهرانيهم، وعلى رغم كثرة عددهم واتساع بلادهم، في حين أن سلفنا الصالح نجحوا بهذا القرآن نجاحا مدهشا، كان وما زال موضع إعجاب التاريخ والمؤرخين، مع أن أسلافنا أولئك كانوا في قلة من العدد وضيق من الأرض، وخشونة من العيش، ومع أن نسخ القرآن ومصاحفه لم تكن ميسورة لهم ومع أن حفاظه لم يكونوا بهذه الكثرة الغامرة.
أجل إن السر في ذلك هو أنهم توافروا على دراسة القرآن، واستخراج كنوز هدايته يستعينون على هذه الثقافة بمواهبهم الفطرية وملكاتهم السليمة العربية من ناحية، وبما يشرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبينه لهم بأقواله وأعماله، وأخلاقه وسائر أحواله، كما قال سبحانه (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) وعلى ذلك كان همهم الأول هو القرآن الكريم، يحفظونه ويفهمونه، قبل أن يحفظوه ثم يعملون بتعاليمه بدقة، ويهتدون بهديه في يقظة.
بهذا وحده صفت أرواحهم، وطهرت نفوسهم، وعظمته آثارهم، لان الروح الانساني هو أقوى شئ في هذا الوجود، فمن صفى وتهذب، وحسن توجيهه وتأدب أتى بالعجب العجاب، (والله عنده حسن الثواب).
وكذلك أتت الأمة العربية بالعجب العجاب في الهداية والارشاد وإنقاذ العالم وإصلاح البشر، وكتب الله لهم النصر والتأييد، والدولة والظفر، حتى على أقوى الدول المعادية لدعوة الحق والاصلاح في ذلك العهد: دولة الفرس في الشرق ودولة الرومان في الغرب، تلك محوها من لوح الوجود بهدم طغيانها وإسلام شعبها، وهذه سلبوها ما كان في حوزتها م ممالك الشرق وشعوبه الكثيرة ثم دانت لهم الدنيا، فاستولوا على بعض بلاد أوربا، وأقاموا فيها دولة عربية شامخة البنيان، كانت بهجة وزينة الحياة، وفيها شع النور على الشعوب الأوربية وكانت النواة الناجحة في نهضتهم الحديثة الحاضرة " تلك هي فردوس الأندلس المفقود ".
أما غالب مسلمة اليوم فقد اكتفوا من القرآن بألفاظ يرددونها، وأنغام يلحنونها في المآتم والمقابر والدور، وبمصاحف يحملونها أو يودعونها بركة في البيوت، ونسوا أن البركة العظمى هي في تفهم القرآن وتدبره، وفي الجلوس إليه والاستفادة من هديه وآدابه، ثم في الوقوف عند أوامره ومراضيه، والبعد عن مساخطه ونواهيه، والله تعالى يقول: (كتاب أنزلناه إليك ما برك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) ويقول جل ذكره (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر).
فما أشبه المسلمين اليوم بالعطشان يموت من الظمأ والماء بين يديه، وبالحيوان يهلك من الاعياء من حوله يهديه السبيل لو فتح عينيه.. وذلك هو الخسران المبين.
إلا أن آخر هذه الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أولها، وهو أن يعودا إلى كتاب الله يستلهمونه الرشد
(مقدمة التحقيق ٩)
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة الفاتحة 2
2 سورة البقرة 3
3 سورة آل عمران 62
4 سورة النساء 97
5 سورة المائدة 134
6 سورة الأنعام 162
7 سورة الأعراف 192
8 سورة الأنفال 226
9 سورة التوبة 239
10 سورة يونس 265
11 سورة هود 283
12 سورة يوسف 302
13 سورة الرعد 320
14 سورة إبراهيم 329
15 سورة الحجر 337
16 سورة النحل 345
17 سورة الإسراء 364
18 سورة الكهف 380
19 سورة مريم 396
20 سورة طه 406
21 سورة الأنبياء 420
22 سورة الحج 432
23 سورة المؤمنون 445
24 سورة النور 456
25 سورة الفرقان 470
26 سورة الشعراء 479
27 سورة النمل 494
28 سورة القصص 506
29 سورة العنكبوت 520
30 سورة الروم 530
31 سورة لقمان 539
32 سورة السجدة 544
33 سورة الأحزاب 548
34 سورة سبأ 562
35 سورة فاطر 571
36 سورة يس 579
37 سورة الصافات 587
38 سورة ص 597
39 سورة الزمر 605
40 سورة غافر 617
41 سورة فصلت 629
42 سورة الشورى 638
43 سورة الزخرف 647
44 سورة الدخان 656
45 سورة الجاثية 660
46 سورة الأحقاف 665
47 سورة محمد 672
48 سورة الفتح 678
49 سورة الحجرات 684
50 سورة ق 688
51 سورة الذاريات 692
52 سورة الطور 696
53 سورة النجم 700
54 سورة القمر 704
55 سورة الرحمن 708
56 سورة الواقعة 713
57 سورة الحديد 718
58 سورة المجادلة 724
59 سورة الحشر 729
60 سورة الممتحنة 734
61 سورة الصف 738
62 سورة الجمعة 740
63 سورة المنافقون 742
64 سورة التغابن 745
65 سورة الطلاق 748
66 سورة التحريم 751
67 سورة الملك 754
68 سورة القلم 757
69 سورة الحاقة 761
70 سورة المعارج 764
71 سورة نوح 767
72 سورة الجن 770
73 سورة المزمل 773
74 سورة المدثر 775
75 سورة القيامة 778
76 سورة الانسان 781
77 سورة المرسلات 784
78 سورة النبأ 786
79 سورة النازعات 789
80 سورة عبس 791
81 سورة التكوير 793
82 سورة الانفطار 795
83 سورة المطففين 796
84 سورة الانشقاق 799
85 سورة البروج 800
86 سورة الطارق 802
87 سورة الاعلى 803
88 سورة الغاشية 804
89 سورة الفجر 806
90 سورة البلد 808
91 سورة الشمس 809
92 سورة الليل 810
93 سورة والضحى 811
94 سورة الشرح 812
95 سورة التين 813
96 سورة العلق 814
97 سورة القدر 815
98 سورة البينة 816
99 سورة الزلزلة 817
100 سورة العاديات 818
101 سورة القارعة 819
102 سورة التكاثر 820
103 سورة العصر 820
104 سورة الهمزة 821
105 سورة الفيل 822
106 سورة قريش 822
107 سورة الماعون 823
108 سورة الكوثر 824
109 سورة الكافرون 824
110 سورة النصر 825
111 سورة المسد 825
112 سورة الاخلاص 826
113 سورة الفلق 826
114 سورة الناس 827