متوافق مع قوله تعالى: (عظيم) والأولى الوقوف عند ما ذكر القرآن دون التخيل لأوصاف لم يرد بها تفصيل، وحسبنا أنه عرش عظيم.
(14) قوله تعالى: (وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون) سورة النمل الآية 35 أقول: وكذلك ما وصفه المفسرون لهذه الهدية، وما ذكره هنا لم يرد به ما يعتمد عليه وحسبنا أنها أرسلت إليه بهدية تليق به. وقد قال ابن كثير: سأبعث إليه بهدية تليق بمثله، وأنظر ما ذا يكون جوابه، وقال أيضا:
ذكر غير واحد من المفسرين من السلف وغيرهم أنها بعثت إليه بهدية عظيمة من ذهب وجواهر ولآلئ وغير ذلك وقال بعضهم: أرسلت إليه بلبن من ذهب والصحيح أنها أرسلت إليه بآنية من ذهب إلى أن قال:
فأجرى أي سليمان الخيل حتى عرقت إلى أن قال: وأكثره مأخوذ من الإسرائيليات والظاهر أن سليمان لم ينظر إلى ما جاؤوا به بالكلية، ولا اعتنى به، بل أعرض عنه، وقال منكر " أتمدونن بمال.. ".
(15) قوله تعالى: (قيل لها ادخلي الصرح..) سورة النمل رقم 44.
أقول: ما ذكره المفسر هنا هو ما ذكره عامة المفسرين، وهذا كأمثاله يحتاج إلى سند صحيح، والله أعلم بصحة ذلك، غير أن البخاري أخرج في تاريخه والعقيلي عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول من صنعت له الحمامات سليمان ".
(6) قوله تعالى: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه..) سورة الأحزاب الآية 37 أقول: ما ذكره المفسر هنا من أنه صلى الله عليه وسلم كان يخفي في نفسه محبتها مردود وغير لائق بجناب النبي صلوات الله وسلامه عليه إذا لا يعقل أن تقع في نفسه امرأة هي على عصمة رجل آخر وحاشاه من ذلك فقد قال الامام الصاوي: وهذا القول مردود لما تقدم أنه ينزه عنه رسول الله والصواب أنه يقول: إن الذي أخفاه في نفسه هو ما أخبره الله به من أنها ستصير إحدى زوجاته بعد طلاق زيد لها.
(17) (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا..) سورة الأحزاب الآية 67.
أقول: ما ذكره المفسر هنا جاء في حديث صحيح، فقد قال الامام السيوطي في تفسيره الدر المنثور:
أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن جرير وابن أبي جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن موسى عليه السلام كان رجلا حييا ستيرا، لا يرى من جلده شئ استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل وقالوا: ما يستتر هذا الستر إلا من عيب بجلده، إما برص، وإما أدرة، وإما آفة، وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا، وإن موسى عليه السلام خلا يوما وحده فوضع ثيابه على حجر ثم اغتيل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عليه السلام عصاه، وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملا من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله، وأبرأه الله مما يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبه