(3) * (فسبح بحمد ربك) * أي متلبسا بحمده * (واستغفره إنه كان توابا) * وكان صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه السورة يكثر من قول: سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه، وعلم بها أنه قد اقترب أجله وكان فتح مكة في رمضان سنة ثمان وتوفي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة عشر.
{سورة المسد} [مكية وآياتها خمس] بسم الله الرحمن الرحيم (1) لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم قومه وقال: إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال عمه أبو لهب تبا لك ألهذا دعوتنا نزل * (تبت) * خسرت * (يدا أبي لهب) * أي جملته وعبر عنها باليدين مجازا لان أكثر الافعال تزاول بهما، وهذه الجملة دعاء * (وتب) * خسر هو وهذه خبر كقولهم: أهلكه الله وقد هلك، ولما خوفه النبي بالعذاب، فقال: إن كان ما يقول ابن أخي حقا فإني أفتدي منه بمالي وولدي نزل:
(2) * (ما أغنى عنه ماله وما كسب) * أي وكسبه، أي ولده ما أغنى بمعنى يغني.
____________________
قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة لكن كونها سبب نزول الآية غريب بل شاذ مردود بما في الصحيح. وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن شداد أن خديجة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أرى ربك إلا قد قلاك فنزلت وأخرج أيضا عن عروة قال: أبطأ جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فجزع جزعا شديدا فقالت خديجة: إني أرى ربك قد قلاك مما يرى من جزعك فنزلت وكلاهما مرسل ورواتهما ثقات. قال الحافظ ابن حجر:
فالذي يظهر أن كلا من أم جميل وخديجة قالت ذلك لكن أم جميل قالته شماتة وخديجة قالته توجعا.
فالذي يظهر أن كلا من أم جميل وخديجة قالت ذلك لكن أم جميل قالته شماتة وخديجة قالته توجعا.