تفسير الرازي - الرازي - ج ٧ - الصفحة ١٦٥
البيان قول سيبويه، وبطل قول الفراء.
أما البحث الثاني: فلقائل أن يقول: الساكن إذا حرك حرك إلى الكسر، فلم اختير الفتح ههنا، قال الزجاج في الجواب عنه: الكسر ههنا لا يليق، لأن الميم من قولنا * (ألم) * مسبوقة بالياء فلو جعلت الميم مكسورة لاجتمعت الكسرة مع الياء وذلك ثقيل، فتركت الكسرة واختيرت الفتحة، وطعن أبو علي الفارسي في كلام الزجاج، وقال: ينتقض قوله بقولنا: جير، فإن الراء مكسورة مع أنها مسبوقة بالياء، وهذا الطعن عندي ضعيف، لأن الكسرة حركة فيها بعض الثقل والياء أختها، فإذا اجتمعا عظم الثقل، ثم يحصل الانتقال منه إلى النطق بالألف في قولك * (الله) * وهو في غاية الخفة، فيصير اللسان منتقلا من أثقل الحركات إلى أخف الحركات، والانتقال من الضد إلى الضد دفعة واحدة صعب على اللسان، أما إذا جعلنا الميم مفتوحة، انتقل اللسان من فتحة الميم إلى الألف في قولنا * (الله) * فكان النطق به سهلا، فهذا وجه تقرير قول سيبويه والله أعلم.
المسألة الثانية: في سبب نزول أول هذه السورة قولان:
القول الأول: وهو قول مقاتل بن سليمان: أن بعض أول هذه السورة في اليهود، وقد ذكرناه في تفسير * (ألم، ذلك الكتاب) * (البقرة: 1، 2).
والقول الثاني: من ابتداء السورة إلى آية المباهلة في النصارى، وهو قول محمد بن إسحاق قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نجران ستون راكبا فيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم، وثلاثة منهم كانوا أكابر القوم، أحدهم: أميرهم، واسمه عبد المسيح، والثاني: مشيرهم وذو رأيهم، وكانوا يقولون له: السيد، واسمه الأيهم، والثالث: حبرهم وأسقفهم وصاحب مدراسهم، يقال له أبو حارثة بن علقمة أحد بني بكر بن وائل، وملوك الروم كانوا شرفوه ومولوه وأكرموه لما بلغهم عنه من علمه واجتهاده في دينهم، فلما قدموا من بحران ركب أبو حارثة بغلته، وكان إلى جنبه أخوه كرز بن علقمة، فبينا بغلة أبي حارثة تسير إذ عثرت، فقال كرز أخوه: تعس الأبعد يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو حارثة: بل تعست أمك، فقال: ولم يا أخي؟ فقال: إنه والله النبي الذي كنا ننتظره، فقال له أخوه كرز: فما يمنعك منه وأنت تعلم هذا، قال: لأن هؤلاء الملوك أعطونا أموالا كثيرة وأكرمونا، فلو آمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم لأخذوا منا كل هذه الأشياء، فوقع ذلك في قلب أخيه كرز، وكان يضمره إلى أن أسلم فكان يحدث بذلك، ثم تكلم أولئك الثلاثة: الأمير، والسيد والحبر، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على اختلاف من أديانهم، فتارة يقولون عيسى هو الله، وتارة يقولون: هو ابن الله، وتارة يقولون: ثالث ثلاثة،
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) 2
2 قوله تعالى (لا إكراه في الدين) 15
3 قوله تعالى (ومن يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) 17
4 قوله تعالى (الله ولي الذين آمنوا) 18
5 قوله تعالى (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت) 21
6 قوله تعالى (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه) 22
7 قوله تعالى (أنا أحيى وأميت) 24
8 قوله تعالى (قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب) 27
9 قوله تعالى (فبهت الذي كفر) 29
10 قوله تعالى (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها) 30
11 قوله تعالى (ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم) 35
12 قوله تعالى (قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه) 36
13 قوله تعالى (كيف ننشزها) 39
14 قوله تعالى (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى) 40
15 قوله تعالى (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله) 46
16 قوله تعالى (والله يضاعف لمن يشاء) 48
17 قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله) 48
18 قوله تعالى (ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) 51
19 قوله تعالى (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى) 51
20 قوله تعالى (كالذي ينفق ماله رئاء الناس) 57
21 قوله تعالى (لا يقدرون على شئ مما كسبوا) 58
22 قوله تعالى (والله لا يهدى القوم الكافرين) 59
23 قوله تعالى (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله) 59
24 قوله تعالى (أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين) 61
25 قوله تعالى (أيود أحدكم أن تكون له جنة) 62
26 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم) 64
27 قوله تعالى (الشيطان يعدكم الفقر) 68
28 قوله تعالى (يؤت الحكمة من يشاء) 71
29 قوله تعالى (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فان الله يعلمه) 74
30 قوله تعالى (وما للظالمين من أنصار) 75
31 قوله تعالى (وإن تبدوا الصدقات فنعما هي) 76
32 قوله تعالى (ليس عليك هداهم) 81
33 قوله تعالى (وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله) 83
34 قوله تعالى (وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) 84
35 قوله تعالى (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله) 84
36 قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) 89
37 قوله تعالى (الذين يأكلون الربا) الآية 90
38 قوله تعالى (فمن جاءه موعظة من ربه) 100
39 قوله تعالى (ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) 101
40 قوله تعالى (يمحق الله الربا ويربى الصدقات) 101
41 قوله تعالى (والله لا يحب كل كفار أثيم) 103
42 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا) 104
43 قوله تعالى (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) 106
44 قوله تعالى (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة) 107
45 قوله تعالى (وأن تصدقوا خير لكم) 111
46 قوله تعالى (ثم توفى كل نفس ما كسبت) 112
47 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه 113
48 قوله تعالى (فإن كان الذي عليه الحق سفيها) 120
49 قوله تعالى (واستشهدوا شهيدين من رجالكم) 121
50 قوله تعالى (ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا) 123
51 قوله تعالى (ذلكم أقسط عند الله) 124
52 قوله تعالى (الا أن تكون تجارة حاضرة) 125
53 قوله تعالى (وأشهدوا إذا تبايعتم) 127
54 قوله تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله) 128
55 قوله تعالى (وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا) 128
56 قوله تعالى (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) 131
57 قوله تعالى (لله ما في السماوات وما في الأرض) 132
58 قوله تعالى (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه) 133
59 قوله تعالى (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه 136
60 قوله تعالى (وقالوا سمعنا وأطعنا) 137
61 قوله تعالى (غفرانك ربنا واليك المصير) 144
62 قوله تعالى (لا يكف الله نفسا إلا وسعها) 148
63 قوله تعالى (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) 152
64 قوله تعالى (ربنا ولا تحمل علينا إصرا) 156
65 قوله تعالى (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) 158
66 قوله تعالى (واعف عنا واغفر لنا) 160
67 سورة آل عمران 163
68 قوله تعالى (ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم) 163
69 قوله تعالى (وأنزل التوراة والإنجيل) 170
70 قوله تعالى (وأنزل الفرقان) 172
71 قوله تعالى (إن الذين كفروا بآيات الله) 173
72 قوله تعالى (إن الله لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء) 174
73 قوله تعالى (هو الذي يصوركم) 178
74 قوله تعالى (هو الذي أنزل عليك الكتاب 185
75 قوله تعالى (فأما الذين في قلوبهم زيغ) 186
76 قوله تعالى (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا) 192
77 قوله تعالى (ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه) 195
78 قوله تعالى (إن الذين كفروا لن تغنى عنهم أموالهم) 197
79 قوله تعالى (كدأب آل فرعون) 198
80 قوله تعالى (قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون) 200
81 قوله تعالى (قد كان لكم آية في فئتين التقتا) 202
82 قوله تعالى (يرونهم مثليهم رأى العين) 204
83 قوله تعالى (زين للناس حب الشهوات) 206
84 قوله تعالى (قل أؤنبئكم بخير من ذلكم) 212
85 قوله تعالى (الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا) 215
86 قوله تعالى (الصابرين والصادقين) 216
87 قوله تعالى (شهد الله أنه لا إله إلا هو) 218
88 قوله تعالى (إن الدين عند الله الاسلام) 222
89 قوله تعالى (وما اختلف الذين أوتوا الكتاب) 223
90 قوله تعالى (فان حاجوك فقل أسلمت وجهي لله) 224
91 قوله تعالى (وقل للذين أوتوا الكتاب) 227
92 قوله تعالى (إن الذين يكفرون بآيات الله) 228
93 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) 231
94 قوله تعالى (ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات) 233
95 قوله تعالى (فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه) 234
96 قوله تعالى (ووفيت كل نفس ما كسبت) 235