البكاء * (ويخرون للأذقان يبكون) * (الإسراء: 109). ورابعها: الخشوع * (إن الذين أوتوا العلم من قبله) * (الإسراء: 107) الآية. وخامسها: الخشية * (إنما يخشى الله من عباده العلماء) * أما الأخبار فوجوه: أحدها: روى ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن ينظر إلى عتقاء الله من النار فلينظر إلى المتعلمين فوالذي نفسي بيده ما من متعلم يختلف إلى باب عالم إلا كتب الله له بكل قدم عبادة سنة وبنى له بكل قدم مدينة في الجنة ويمشي على الأرض والأرض تستغفر له ويمسي ويصبح مغفورا له وشهدت الملائكة لهم بأنهم عتقاء الله من النار " وثانيها: عن أنس قال: قال عليه السلام: " من طلب العلم لغير الله لم يخرج من الدنيا حتى يأتي عليه العلم فيكون لله ومن طلب العلم لله فهو كالصائم نهاره وكالقائم ليله وإن بابا من العلم يتعلمه الرجل خير من أن يكون له أبو قبيس ذهبا فينفقه في سبيل الله ". وثالثها: عن الحسن مرفوعا " من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيى به الإسلام كان بينه وبين الأنبياء درجة واحدة في الجنة " ورابعها: أبو موسى الأشعري مرفوعا " يبعث الله العباد يوم القيامة ثم يميز العلماء فيقول: يا معشر العلماء إني لم أضع نوري فيكم إلا لعلمي بكم ولم أضع علمي فيكم لأعذبكم انطلقوا فقد غفرت لكم ". وخامسها: قال عليه السلام: " معلم الخير إذا مات بكى عليه طير السماء ودواب الأرض وحيتان البحور " وسادسها: أبو هريرة مرفوعا " من صلى خلف عالم من العلماء فكأنما صلى خلف نبي من الأنبياء ". وسابعها: ابن عمر مرفوعا " فضل العالم على العابد بسبعين درجة بين كل درجة عدو الفرس سبعين عاما وذلك أن الشيطان يضع البدعة للناس فيبصرها العالم فيزيلها والعابد يقبل على عبادته لا يتوجه ولا يتعرف لها ". وثامنها: الحسن مرفوعا قال عليه السلام: " رحمة الله على خلفائي فقيل من خلفاؤك يا رسول الله؟ قال الذين يحيون سنتي ويعلمونها عباد الله " وتاسعها: قال عليه السلام: " من خرج يطلب بابا من العلم ليرد به باطلا إلى حق أو ضلالا إلى هدى كان عمله كعبادة أربعين عاما "، وعاشرها: قال عليه السلام لعلي حين بعثه إلى اليمن " لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما تطلع عليه الشمس أو تغرب " الحادي عشر: ابن مسعود مرفوعا " من طلب العلم ليحدث به الناس ابتغاء وجه الله أعطاه أجر سبعين نبيا ". الثاني عشر: عامر الجهني مرفوعا " يؤتى بمداد طالب العلم ودم الشهيد يوم القيامة لا يفضل أحدهما على الآخر " وفي رواية فيرجح مداد العلماء. الثالث عشر: أبو وافد الليثي: أنه عليه السلام بينما هو جالس والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر أما أحدهم فرأى فرجة في الحلقة فجلس إليها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فإنه رجع وفر فلما فرغ عليه السلام من كلامه قال: أخبركم عن النفر الثلاثة. أما الأول: فآوى إلى الله فآواه الله، وأما الثاني: فاستحيا من الله فاستحيا الله منه، وأما الثالث: فأعرض عن الله فأعرض الله عنه " رواه مسلم، وأما الآثار فمن وجوه " ا " العالم أرأف بالتلميذ من الأب والأم لأن الآباء والأمهات يحفظونه من نار الدنيا وآفاتها والعلماء يحفظونه من نار الآخرة وشدائدها " ب " قيل
(١٨٠)