فرعون عظيما * (وجاؤا بسحر عظيم) * (الأعراف: 116) وسمي نفس الثواب عظيما * (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) * (الفتح: 29) وسمي عقاب المنافقين عظيما * (ولهم عذاب عظيم) * (البقرة: 7). ومنها المبارك:
الثاني والثلاثون: المبارك: * (وهذا ذكر مبارك) * (الأنبياء: 50) وسمى الله تعالى به أشياء، فسمي الموضع الذي كلم فيه موسى عليه السلام مباركا * (في البقعة المباركة من الشجرة) * (القصص: 30) وسمى شجرة الزيتون مباركة * (يوقد من شجرة مباركة زيتونة) * (التوبة: 35) لكثرة منافعها، وسمي عيسى مباركا * (وجعلني مباركا) * (مريم: 31) وسمي المطر مباركا * (ونزلنا من السماء ماء مباركا) * (ق: 9) لما فيه من المنافع، وسمي ليلة القدر مباركة * (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) * (الدخان: 3) فالقرآن ذكر مبارك أنزله ملك مبارك في ليلة مباركة على نبي مبارك لأمة مباركة. اتصال " آلم " بقوله " ذلك الكتاب ":
المسألة الرابعة: في بيان اتصال قوله: * (آلم) * بقوله: * (ذلك الكتاب) * قال صاحب الكشاف: إن جعلت * (آلم) * اسما للسورة ففي التأليف وجوه:
الأول: أن يكون * (آلم) * مبتدأ و * (ذلك) * مبتدأ ثانيا و * (الكتاب) * خبره والجملة خبر المبتدأ الأول، ومعناه أن ذلك هو الكتاب الكامل، كأن ما عداه من الكتب في مقابلته ناقص، وإنه الذي يستأهل أن يكون كتابا كما تقول: هو الرجل، أي الكامل في الرجولية الجامع لما يكون في الرجال من مرضيات الخصال، وأن يكون الكتاب صفة، ومعناه هو ذلك الكتاب الموعود، وأن يكون * (آلم) * خبر مبتدأ محذوف أي هذه * (آلم * (ويكون * (ذلك الكتاب) * خبرا ثانيا أو بدلا على أن الكتاب صفة، ومعناه هو ذلك، وأن تكون هذه * (آلم) * جملة و * (ذلك الكتاب) * جملة أخرى وإن جعلت * (آلم) * بمنزلة الصوت كان * (ذلك) * مبتدأ وخبره * (الكتاب) * أي ذلك الكتاب المنزل هو الكتاب الكامل، أو الكتاب صفة والخبر ما بعده أو قدر مبتدأ محذوف، أي هو يعني المؤلف من هذه الحروف ذلك الكتاب وقرأ عبد الله * (آلم تنزيل الكتاب لا ريب فيه) * (السجدة: 2) وتأليف هذا ظاهر. تفسير قوله تعالى: * (لا ريب فيه) *:
قوله تعالى: * (لا ريب فيه) * فيه مسألتان:
المسألة الأولى: الريب قريب من الشك،. وفيه زيادة، كأنه ظن سوء تقول رابني أمر فلان إذا ظننت به سوء، ومنها قوله عليه السلام: " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " فإن قيل: قد يستعمل الريب في قولهم: " ريب الدهر " و " ريب الزمان " أي حوادثه قال الله تعالى: * (نتربص به ريب المنون) * (الطور: 30) ويستعمل أيضا في معنى ما يختلج في القلب من أسباب الغيظ كقول الشاعر: قضينا من تهامة كل ريب * وخيبر ثم أجمعنا السيوفا قلنا: هذان قد يرجعان إلى معنى الشك، لأن ما يخاف من ريب المنون محتمل، فهو كالمشكوك