* (وآتيناه الحكم صبيا) * (مريم: 12) وفي لقمان * (ولقد آتينا لقمان الحكمة) * (لقمان: 12) يعني الفهم والعلم وفي الأنعام * (أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم) * (الأنعام: 89) وثالثها: الحكمة بمعنى النبوة في النساء * (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة) *، يعني النبوة وفي ص * (وآتيناه الحكمة) * يعني النبوة وفي البقرة * (وآتاه الله الملك والحكمة) *، ورابعها: القرآن في النحل * (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة) * (النساء: 54) وفي البقرة: * (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) * (البقرة: 269) وجميع هذه الوجوه عند التحقيق ترجع إلى العلم ثم تفكر أن الله تعالى ما أعطى من العلم إلا القليل قال: * (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) * (الإسراء: 85) وسمى الدنيا بأسرها قليلا * (قل متاع الدنيا قليل) * (النساء: 77) فما سماه قليلا لا يمكننا أن ندرك كميته فما ظنك بما سماه كثيرا. ثم البرهان العقلي على قلة الدنيا وكثرة الحكمة أن الدنيا متناهي القدر متناهي العدد متناهي المدة. والعلم لا نهاية لقدره، وعدده ومدته ولا للسعادات الحاصلة منه، وذلك ينبهك على فضيلة العلم. الثاني: قوله تعالى: * (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) * (الزمر: 9) وقد فرق بين سبع نفر في كتابه فرق بين الخبيث والطيب فقال: * (قل لا يستوي الخبيث والطيب) * (المائدة: 100) يعني الحلال والحرام، وفرق بين الأعمى والبصير فقال: * (قل هل يستوي الأعمى والبصير) * (الأنعام: 50) وفرق بين النور والظلمة فقال: * (أم هل تستوي الظلمات والنور) * (الرعد: 16) وفرق بين الجنة والنار وبين الظل والحرور، وإذا تأملت وجدت كل ذلك مأخوذا من الفرق بين العالم والجاهل. الثالث: قوله: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * (النساء: 59) والمراد من أولي الأمر العلماء في أصح الأقوال لأن الملوك يجب عليهم طاعة العلماء ولا ينعكس، ثم انظر إلى هذه المرتبة فإنه تعالى ذكر العالم في موضعين من كتابه في المرتبة الثانية قال: * (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم) * (آل عمران: 18)، وقال: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * ثم إنه سبحانه وتعالى زاد في الإكرام فجعلهم في المرتبة الأولى في آيتين فقال تعالى: * (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) * (آل عمران: 7) وقال: * (قل كفي بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) * (الرعد: 43) الرابع: * (يرفع لله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) * (المجادلة: 11) واعلم أنه تعالى ذكر الدرجات لأربعة أصناف. أولها: للمؤمنين من أهل بدر قال: * (إنما المؤمنين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) * (الأنفال: 2) إلى قوله: * (لهم درجات عند ربهم) * (الأنفال: 4) والثانية: للمجاهدين قال: * (وفضل الله المجاهدين على القاعدين) * (النساء: 95). والثالثة: للصالحين قال: * (ومن يأته مؤمنا وقد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى) *. الرابعة: للعلماء. قال: * (والذين أوتوا العلم درجات) * والله فضل أهل بدر على غيرهم من المؤمنين بدرجات وفضل المجاهدين على القاعدين بدرجات وفضل الصالحين على هؤلاء بدرجات ثم فضل العلماء على جميع الأصناف بدرجات، فوجب أن يكون العلماء أفضل الناس. الخامس: قوله تعالى: * (إنما يخشى الله من عباده العلماء) * (فاطر: 28) فإن الله تعالى وصف العلماء في كتابه بخمس مناقب، أحدها: الإيمان * (والراسخون في العلم يقولون آمنا به) * (آل عمران: 7) وثانيها: التوحيد والشهادة * (شهد الله) * إلى قوله: * (وأولوا العلم) * وثالثها:
(١٧٩)