وعليه حمل المفسرون قوله: * (وإذا آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون) * (البقرة: 53). معنى تسميته بالذكر:
ورابعها: الذكر، والتذكرة، والذكرى، أما الذكر فقوله: * (وهذا ذكر مبارك أنزلناه) * (الأنبياء: 50) * (إنا نحن نزلنا الذكر) * (الحجر: 9). * (وإنه لذكر لك ولقومك) * (الزخرف: 44) وفيه وجهان: أحدهما: أنه ذكر من الله تعالى ذكر به عباده فعرفهم تكاليفه وأوامره. والثاني: أنه ذكر وشرف وفخر لمن آمن به، وأنه شرف لمحمد صلى الله عليه وسلم، وأمته، وأما التذكرة فقوله: * (وإنه لتذكرة للمتقين) * (الحاقة: 48) وأما الذكرى فقوله تعالى: * (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) * (الذاريات: 55). تسميته تنزيلا وحديثا:
وخامسها: التنزيل * (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين) * (الشعراء: 192 - 193).
وسادسها: الحديث * (الله نزل أحسن الحديث كتابا) * (الزمر: 23) سماه حديثا؛ لأن وصوله إليك حديث، ولأنه تعالى شبهه بما يتحدث به، فإن الله خاطب به المكلفين.
وسابعها: الموعظة * (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم) * (يونس: 57) وهو في الحقيقة موعظة لأن القائل هو الله تعالى، والآخذ جبريل، والمستملي محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف لا تقع به الموعظة. تسميته بالحكم والحكمة:
وثامنها: الحكم، والحكمة، والحكيم، والمحكم، أما الحكم فقوله: * (وكذلك أنزلناه حكما عربيا) * (الرعد: 37) وأما الحكمة فقوله: * (حكمة بالغة) * (القمر: 5) * (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) * (الأحزاب: 34) وأما الحكيم فقوله: * (يس والقرآن الحكيم) * (يس: 1، 2) وأما المحكم فقوله: * (كتاب أحكمت آياته) * (هود: 1). معنى الحكمة:
واختلفوا في معنى الحكمة، فقال الخليل: هو مأخوذ من الأحكام والإلزام، وقال المؤرخ: هو مأخوذ من حكمة اللجام؛ لأنها تضبط الدابة، والحكمة تمنع من السفه.
وتاسعها: الشفاء * (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) * (الإسراء: 82) وقوله: * (وشفاء لما في الصدور) * وفيه وجهان: أحدهما: أنه شفاء من الأمراض. والثاني: أنه شفاء من مرض الكفر، لأنه تعالى وصف الكفر والشك بالمرض، فقال: * (في قلوبهم مرض) * (البقرة: 10) وبالقرآن يزول كل شك عن القلب، فصح وصفه بأنه شفاء. كونه هدي وهاديا:
وعاشرها: الهدى، والهادي: أما الهدى فلقوله: * (هدى للمتقين) * (البقرة: 2). * (هدى للناس) * (آل عمران: 4، الأنعام: 91). * (وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) * (يونس: 57) وأما الهادي * (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) * (الإسراء: 9) وقالت الجن: * (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد) *.
الحادي عشر: الصراط المستقيم: قال ابن عباس في تفسيره: إنه القرآن، وقال: * (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) *.
والثاني عشر: الحبل: * (واعتصموا بحبل الله جميعا) * (آل عمران: 103) في التفسير: إنه القرآن، وإنما سمي به لأن المعتصم به في أمور دينه يتخلص به من عقوبة الآخرة ونكال الدنيا، كما أن المتمسك بالحبل ينجو من الغرق والمهالك، ومن ذلك سماه النبي صلى الله عليه وسلم عصمة فقال: " إن هذا القرآن