وقوله: ولا يسأل حميم حميما يبصرونهم يقول تعالى ذكره: ولا يسأل قريب قريبه عن شأنه لشغله بشأن نفسه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
27042 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال ثنا سعيد، عن قتادة قوله: ولا يسأل حميم حميما يشغل كل انسان بنفسه عن الناس.
وقوله: يبصرونهم اختلف أهل التأويل في الذين عنوا بالهاء والميم في قوله يبصرونهم فقال بعضهم: عنى بذلك الأقرباء أنهم يعرفون أقربائهم، ويعرف كل انسان قريبه، فذلك تبصير الله إياهم. ذكر من قال ذلك:
27043 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: يبصرونهم قال: يعرف بعضهم بعضا، ويتعارفون بينهم، ثم يفر بعضهم من بعض، يقول: لكل امرى منهم يومئذ شأن يغنيه.
27044 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة يبصرونهم يعرفونهم يعلمون، والله ليعرفن قوم قوما، وأناس أناسا.
وقال آخرون: بل عني بذلك المؤمنون أنهم يبصرون الكفار. ذكر من قال ذلك:
27045 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
يبصرونهم المؤمنون يبصرون الكافرين.
وقال آخرون: بل عني بذلك الكفار الذين كانوا أتباعا لآخرين في الدنيا على الكفر، أنهم يعرفون المتبوعين في النار. ذكر من قال ذلك:
27046 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
يبصرونهم قال: يبصرون الذين أضلوهم في الدنيا في النار.
وأولى الأقوال في ذلك بالصحة، قول من قال: معنى ذلك: ولا يسأل حميم حميما