الروح: القرآن، كان أبي يقوله، قال ابن زيد: يقومون له صفا بين السماء والأرض حين ينزل جل جلاله.
وقال آخرون: عني به النبوة. ذكر من قال ذلك:
23362 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، وفي قول الله: يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده قال: النبوة على من يشاء.
وهذه الأقوال متقاربات المعاني، وإن اختلفت ألفاظ أصحابها بها.
وقوله: لينذر يوم التلاق يقول: لينذر من يلقي الروح عليه من عباده من أمر الله بإنذاره من خلقه عذاب يوم تلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض، وهو يوم التلاق، وذلك يوم القيامة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23363 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله: يوم التلاق من أسماء يوم القيامة، عظمه الله، وحذره عباده.
23364 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: يوم التلاق: يوم تلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض، والخالق والخلق.
23365 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي يوم التلاق تلتقي أهل السماء وأهل الأرض.
23366 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد يوم التلاق قال: يوم القيامة.
قال: يوم تتلاقى العباد.
وقوله: يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ يعني بقوله يوم هم بارزون يعني المنذرين الذين أرسل الله إليهم رسله لينذروهم وهم ظاهرون يعني للناظرين لا يحول بينهم وبينهم جبل ولا شجر، ولا يستر بعضهم عن بعض ساتر، ولكنهم بقاع صفصف لا أمت فيه ولا عوج. وهم من قوله: يوم هم في موضع رفع بما بعده، كقول القائل: فعلت ذلك يوم الحجاج أمير.