وقوله: وقال الكافرون إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين وذكر لنا أن نبي الله (ص) كان يقول ويروي ذلك عن ربه: عبدي عند ظنه بي، وأنا معه إذا دعاني. وموضع قوله:
ذلكم رفع بقوله ظنكم. وإذا كان ذلك كذلك، كان قوله: أرداكم في موضع نصب بمعنى: مرديا لكم. وقد يحتمل أن يكون في موضع رفع بالاستئناف، بمعنى: مرد لكم، كما قال: تلك آيات الكتاب الحكيم هدى ورحمة في قراءة من قرأه بالرفع. فمعنى الكلام: هذا الظن الذي ظننتم بربكم من أنه لا يعلم كثيرا مما تعملون هو الذي أهلككم، لأنكم من أجل هذا الظن اجترأتم على محارم الله فقدمتم عليها، وركبتم ما نهاكم الله عنه، فأهلككم ذلك وأرداكم فأصبحتم من الخاسرين يقول: فأصبحتم اليوم من الهالكين، قد غبنتم ببيعكم منازلكم من الجنة بمنازل أهل الجنة من النار. القول في تأويل قوله تعالى:
* (فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين) *.
يقول تعالى ذكره: فإن يصبر هؤلاء الذين يحشرون إلى النار على النار، فالنار مسكن لهم ومنزل، وإن يستعتبوا يقول: وإن يسألوا العتبى، وهي الرجعة لهم إلى الذي يحبون بتخفيف العذاب عنهم فما هم من المعتبين يقول: فليسوا بالقوم الذين يرجع بهم إلى الجنة، فيخفف عنهم ما هم فيه من العذاب، وذلك كقوله جل ثناؤه مخبرا عنهم: قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا... إلى قوله ولا تكلمون وكقولهم لخزنة جهنم:
ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب... إلى قوله: وما دعاء الكافرين إلا في ضلال. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين) *.