رسول الله (ص): يوم يولون هاربين في الأرض حذار عذاب الله وعقابه عند معاينتهم جهنم.
وتأويله على التأويل الذي قاله قتادة في معنى يوم التناد: يوم تولون منصرفين عن موقف الحساب إلى جهنم. وبنحو ذلك روي الخبر عنه، وعمن قال نحو مقالته في معنى يوم التناد. ذكر من قال ذلك:
23395 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة يوم تولون مدبرين: أي منطلقا بكم إلى النار.
وأولى القولين في ذلك بالصواب، القول الذي روى عن رسول الله (ص)، وإن كان الذي قاله قتادة في ذلك غير بعيد من الحق، وبه قال جماعة من أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23396 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله يوم تولون مدبرين قال فارين غير معجزين وقوله مالكم من الله من عاصم يقول مالكم من الله من مانع يمنعكم وناصر ينصركم وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك.
23397 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ما لكم من الله من عاصم: أي من ناصر.
وقوله: ومن يضلل الله فما له من هاد يقول: ومن يخذله الله فلم يوفقه لرشده، فما له من موفق يوفقه له. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب) *.