يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): قل يا محمد لمشركي قومك من قريش إني نهيت أيها القوم أن أعبد الذين تدعون من دون الله من الآلهة والأوثان لما جاءني البينات من ربي يقول: لما جاءني الآيات الواضحات من عند ربي، وذلك آيات كتاب الله الذي أنزله وأمرت أن أسلم لرب العالمين يقول: وأمرني ربي أن أذل لرب كل شئ، ومالك كل خلق بالخضوع، وأخضع له بالطاعة دون غيره من الأشياء. القول في تأويل قوله تعالى:
* (هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون) *.
يقول تعالى ذكره آمرا نبيه محمدا (ص) بتنبيه مشركي قومه على حججه عليهم في وحدانيته: قل يا محمد لقومك: أمرت أن أسلم لرب العالمين الذي صفته هذه الصفات، وهي أنه خلق أباكم آدم من تراب، ثم خلقكم من نطفة ثم من علقة بعد أن كنتم نطفا ثم يخرجكم طفلا من بطون أمهاتكم صغارا، ثم لتبلغوا أشدكم، فتتكامل قواكم، ويتناهى شبابكم، وتمام خلقكم شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل أن يبلغ الشيخوخة ولتبلغوا أجلا مسمى يقول: ولتبلغوا ميقاتا مؤقتا لحياتكم، وأجلا محدودا لا تجاوزونه، ولا تتقدمون قبله ولعلكم تعقلون يقول: وكي تعقلوا حجج الله عليكم بذلك، وتتدبروا آياته فتعرفوا بها أنه لا إله غيره فعل ذلك. القول في تأويل قوله تعالى:
* (هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون * ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): قل لهم يا محمد: هو الذي يحيي ويميت يقول قل لهم: ومن صفته جل ثناؤه أنه هو الذي يحيي من يشاء بعد مماته، ويميت من يشاء من الاحياء بعد حياته وإذا قضى أمرا يقول: وإذا قضى كون أمر من الأمور التي يريد تكوينها فإنما يقول له كن يعني للذي يريد تكوينه كن، فيكون ما أراد تكوينه موجودا بغير معاناة، ولا كلفة مؤنة.