وقوله: فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه يقول تعالى ذكره:
فمن من خلق الله أعظم فرية ممن كذب على الله، فادعى أن له ولدا وصاحبه، أو أنه حرم ما لم يحرمه من المطاعم وكذب بالصدق إذ جاءه يقول: وكذب بكتاب الله إذ أنزله على محمد، وابتعثه الله به رسولا، وأنكر قول لا إله إلا الله. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23212 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وكذب بالصدق إذ جاءه: أي بالقرآن وقوله: أليس في جهنم مثوى للكافرين يقول تبارك وتعالى:
أليس في النار مأوى ومسكن لمن كفر بالله، وامتنع من تصديق محمد (ص)، واتباعه على ما يدعوه إليه مما أتاه به من عند الله من التوحيد، وحكم القرآن؟ القول في تأويل قوله تعالى:
* (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون * لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين) *.
اختلف أهل التأويل في الذي جاء بالصدق وصدق به، وما ذلك، فقال بعضهم:
الذي جاء بالصدق رسول الله (ص). قالوا: والصدق الذي جاء به: لا إله إلا الله، والذي صدق به أيضا، هو رسول الله (ص). ذكر من قال ذلك 23213 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: والذي جاء بالصدق يقول: من جاء بلا إله إلا الله وصدق به يعني:
رسوله.
وقال آخرون: الذي جاء بالصدق: رسول الله (ص)، والذي صدق به: أبو بكر رضي الله عنه. ذكر من قال ذلك:
23214 حدثني أحمد بن منصور، قال: ثنا أحمد بن مصعد المروزي، قال: ثنا عمر بن إبراهيم بن خالد، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، عن علي رضي الله عنه، في قوله: والذي جاء بالصدق قال: محمد (ص)، وصدق به، قال: أبو بكر رضي الله عنه.
وقال آخرون: الذي جاء بالصدق: رسول الله (ص)، والصدق: القرآن، والمصدقون به: المؤمنون. ذكر من قال ذلك: