بالله، وتكذيب رسله كانوا هم أشد منهم قوة يقول: كانت تلك الأمم الذين كانوا من قبلهم أشد منهم بطشا، وأبقى في الأرض آثارا، فلم تنفعهم شدة قواهم، وعظم أجسامهم، إذ جاءهم أمر الله، وأخذهم بما أجرموا من معاصيه، واكتسبوا من الآثام، ولكنه أباد جمعهم، وصارت مساكنهم خاوية منهم بما ظلموا وما كان لهم من الله من واق يقول:
وما كان لهم من عذاب الله إذ جاءهم، من واق يقيهم، فيدفعه عنهم، كالذي:
23378 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وما كان لهم من الله من واق يقيهم، ولا ينفعهم.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب) * يقول تعالى ذكره: هذا الذي فعلت بهؤلاء الأمم الذين من قبل مشركي قريش من إهلاكناهم بذنوبهم فعلنا بهم بأنهم كانت تأتيهم رسل الله إليهم بالبينات، يعني بالآيات الدالات على حقيقة ما تدعوهم إليه من توحيد الله، والانتهاء إلى طاعته فكفروا يقول:
فأنكروا رسالتها، وجحدوا توحيد الله، وأبوا أن يطيعوا الله فأخذهم الله يقول: فأخذهم الله بعذابه فأهلكهم إنه قوي شديد العقاب يقول: إن الله ذو قوة لا يقهره شئ، ولا يغلبه، ولا يعجزه شئ أراده، شديد عقابه من عاقب من خلقه وهذا وعيد من الله مشركي قريش، المكذبين رسوله محمدا (ص) يقول لهم جل ثناؤه: فاحذروا أيها القوم أن تسلكوا سبيلهم في تكذيب محمد (ص) وجحود توحيد الله، ومخالفة أمره ونهيه فيسلك بكم في تعجيل الهلاك لكم مسلكهم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب) *.
يقول تعالى ذكره مسليا نبيه محمد (ص)، عما كان يلقى من مشركي قومه من قريش، بإعلامه ما لقي موسى ممن أرسل إليه من تكذيب، ومخبره أنه معليه عليهم، وجاعل دائرة السوء على من حاده وشاقة، كسنته في موسى صلوات الله عليه، إذا أعلاه، وأهلك عدوه فرعون ولقد أرسلنا موسى بآياتنا: يعني بأدلته. وسلطان مبين، كما: