يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هذا المؤمن لقومه من الكفرة: مالي أدعوكم إلى النجاة من عذاب الله وعقوبته بالايمان به، واتباع رسوله موسى، وتصديقه فيما جاءكم به من عند ربه وتدعونني إلى النار يقول: وتدعونني إلى عمل أهل النار. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23412 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
مالي أدعوكم إلى النجاة قال: الايمان بالله.
23413 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار قال هذا مؤمن آل فرعون، قال: يدعونه إلى دينهم والإقامة معهم.
وقوله: تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم يقول: وأشرك بالله في عبادته أوثانا، لست أعلم أنه يصلح لي عبادتها وإشراكها في عبادة الله، لان الله لم يأذن لي في ذلك بخبر ولا عقل.
وقوله: وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار يقول: وأنا أدعوكم إلى عبادة العزيز في انتقامه ممن كفر به، الذي لا يمنعه إذا انتقم من عدو له شئ، الغفار لمن تابه إليه بعد معصيته إياه، لعفوه عنه، فلا يضره شئ مع عفوه عنه، يقول: فهذا الذي هذه الصفة صفته فاعبدوا، لا ما لا ضر عنده ولا نفع. القول في تأويل قوله تعالى:
* (لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار) *.
يقول: حقا أن الذي تدعونني إليه من الأوثان، ليس له دعاء في الدنيا ولا في الآخرة، لأنه جماد لا ينطق، ولا يفهم شيئا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
23414 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
ليس له دعوة في الدنيا قال: الوثن ليس بشئ.