قال آخرون: بل عنى به أهل الشرك. ذكر من قال ذلك:
23449 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون قال: هؤلاء المشركون.
والصواب من القول في ذلك ما قاله ابن زيد وقد بين الله حقيقة ذلك بقوله: الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون * إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون * في الحميم ثم في النار يسجرون * ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون * من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين) *.
يقول تعالى ذكره: ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون الذين كذبوا بكتاب الله، وهو هذا القرآن والذين الثانية في موضع خفض ردا لها على الذين الأولى على وجه النعت وبما أرسلنا به رسلنا يقول: وكذبوا أيضا مع تكذيبهم بكتاب الله بما أرسلنا به رسلنا من إخلاص العبادة لله، والبراءة مما يعبد دونه من الآلهة والأنداد، والاقرار بالبعث بعد الممات للثواب والعقاب.
وقوله: فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل، وهذا تهديد من الله المشركين به يقول جل ثناؤه: فسوف يعلم هؤلاء الذين يجادلون في آيات الله، المكذبون بالكتاب حقيقة ما تخبرهم به يا محمد، وصحة ما هم به اليوم مكذبون من هذا الكتاب، حين تجعل الأغلال والسلاسل في أعناقهم في جهنم. وقرأت قراء الأمصار: والسلاسل، برفعها عطفا بها على الأغلال على المعنى الذي بينت. وذكر عن ابن عباس أنه كان يقرؤه والسلاسل يسحبون بنصب السلاسل في الحميم. وقد حكي أيضا عنه أنه كان يقول: إنما هو وهم في السلاسل يسحبون، ولا يجيز أهل العلم بالعربية خفض الاسم والخافض مضمر. وكان بعضهم يقول في ذلك: لو أن متوهما قال: إنما المعنى: إذ أعناقهم في