23526 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة فهم يوزعون قال: عليهم وزعة ترد أولاهم على أخراهم.
وقوله: حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم يقول: حتى إذا ما جاؤوا النار شهد عليهم سمعهم بما كانوا يصغون به في الدنيا إليه، ويستمعون له، وأبصارهم بما كانوا يبصرون به وينظرون إليه في الدنيا وجلودهم بما كانوا يعملون.
وقد قيل: عني بالجلود في هذا الموضع: الفروج. ذكر من قال ذلك:
23527 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب القمي، عن الحكم الثقفي، رجل من آل أبي عقيل رفع الحديث، وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا إنما عني فروجهم، ولكن كني عنها.
23528 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا حرملة، أنه سمع عبيد الله بن أبي جعفر، يقول حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم قال: جلودهم: الفروج.
وهذا القول الذي ذكرناه عمن ذكرنا عنه في معنى الجلود، وإن كان معنى يحتمله التأويل، فليس بالأغلب على معنى الجلود ولا بالأشهر، وغير جائز نقل معنى ذلك المعروف على الشئ الأقرب إلى غيره إلا بحجة يجب التسليم لها. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون * وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون) * يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء الذين يحشرون إلى النار من أعداء الله سبحانه لجلودهم إذ شهدت عليهم بما كانوا في الدنيا يعملون: لم شهدتم علينا بما كنا نعمل في الدنيا؟ فأجابتهم جلودهم: أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ فنطقنا وذكر أن هذه الجوارح تشهد على أهلها عند استشهاد الله إياها عليهم إذا هم أنكروا الأفعال التي كانوا فعلوها في الدنيا بما يسخط الله، وبذلك جاء الخبر عن رسول الله (ص). ذكر الاخبار التي رويت عن رسول الله (ص).