لا تشركوا في عبادته شيئا سواه، من وثن وصنم، ولا تجعلوا له ندا ولا عدلا الحمد لله رب العالمين يقول: الشكر لله الذي هو مالك جميع أجناس الخلق، من ملك وجن وإنس وغيرهم، لا للآلهة والأوثان التي لا تملك شيئا، ولا تقدر على ضر ولا نفع، بل هو مملوك، إن ناله نائل بسوء لم يقدر له عن نفسه دفعا.
وكان جماعة من أهل العلم يأمرون من قال: لا إله إلا الله، أن يتبع ذلك: الحمد لله رب العالمين تأولا منهم هذه الآية، بأنها أمر من الله بقيل ذلك. ذكر من قال ذلك:
23442 حدثني محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت أبي، قال:
أخبرنا الحسين بن واقد، قال: ثنا الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: من قال لا إله إلا الله، فليقل على إثرها: الحمد لله رب العالمين، فذلك قوله: فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين.
23443 حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري قال: ثنا محمد بن يزيد، عن إسماعيل، عن سعيد بن جبير، قال: إذا قال أحدكم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فليقل: الحمد لله رب العالمين، ثم قال: فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين.
23444 حدثني محمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا محمد بن بشر، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن جبير أنه كان يستجب إذا قال: لا إله إلا الله، يتبعها الحمد لله، ثم قرأ هذه الآية: هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين.
حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن سعيد بن جبير، قال: إذ قال أحدكم لا إله إلا الله وحده، فليقل بأثرها: الحمد لله رب العالمين، ثم قرأ فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين) *.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين) *.