* (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون * فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون) *.
يقول تعالى ذكره: وقال الذين كفروا بالله ورسوله من مشركي قريش:
لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه يقول: قالوا للذين يطيعونهم من أوليائهم من المشركين: لا تسمعوا لقارئ هذا القرآن إذا قرأه، ولا تصغوا له، ولا تتبعوا ما فيه فتعملوا به، كما:
23544 حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون قال: هذا قول المشركين، قالوا: لا تتبعوا هذا القرآن والهوا عنه.
وقوله: والغوا فيه يقول: الغطوا بالباطل من القول إذا سمعتم قارئه يقرؤه كيما لا تسمعوه، ولا تفهموا ما فيه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23545 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد، في قول الله: لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه قال: المكاء والتصفير، وتخليط من القول على رسول الله (ص) إذا قرأ، قريش تفعله.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
والغوا فيه قال: بالمكاء والتصفير والتخليط في المنطق على رسول الله (ص) إذا قرأ القرآن، قريش تفعله.
23546 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه: أي اجحدوا به وأنكروه وعادوه، قال: هذا قول مشركي العرب 23547 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، قال: قال بعضهم في قوله: والغوا فيه قال: تحدثوا وصيحوا كيما لا تسمعوه.