* (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين) *.
يقول تعالى ذكره: وهذا الذي كان منكم في الدنيا من ظنكم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون من قبائح أعمالكم ومساويها، هو ظنكم الذي ظننتم بربكم في الدنيا أرداكم، يعني أهلككم. يقال منه: أردى فلانا كذا وكذا: إذا أهلكه، وردي هو: إذا هلك، فهو يردى ردى ومنه قول الأعشى:
أفي الطوف خفت علي الردى * وكم من رد أهله لم يرم يعني: وكم من هالك أهله لم يرم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23537 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قوله:
أرداكم قال: أهلككم.
23538 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، قال: تلا الحسن: وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فقال: إنما عمل الناس على قدر ظنونهم بربهم فأما المؤمن فأحسن بالله الظن، فأحسن العمل وأما الكافر والمنافق، فأساءا الظن فأساءا العمل، قال ربكم: وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم... حتى بلغ: الخاسرين. قال معمر: وحدثني رجل: أنه يؤمر برجل إلى النار، فيلتفت فيقول: يا رب ما كان هذا ظني بك، قال: وما كان ظنك بي؟ قال: كان ظني أن تغفر لي ولا تعذبني، قال: فإني عند ظنك بي.
23539 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: الظن ظنان، فظن منج، وظن مرد قال: الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم قال إني ظننت أنى ملاق حسابيه، وهذا الظن المنجى ظنا يقينا، وقال ها هنا: وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم هذا ظن مرد.