وقال آخر غيره منهم: هذه لام اليمين، تدخل مع الحكاية، وما ضارع الحكاية لتدل على أن ما بعدها ائتناف. قال: ولا يجوز في جوابات الايمان أن تقوم مقام اليمين، لان اللام كانت معها النون أو لم تكن، فاكتفى بها من اليمين، لأنها لا تقع إلا معها.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: دخلت لتؤذن أن ما بعدها ائتناف وأنها لام اليمين.
وقوله: ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قد أتينا عليه في سورة البقرة، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع، ولكنا نذكر بعض ما قال بعضم فيه.
23351 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قال: كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم، فأحياهم الله في الدنيا، ثم أماتهم الموتة التي لا بد منها، ثم أحياهم للبعث يوم القيامة، فهما حياتان وموتتان.
23352 وحدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال:
سمعت الضحاك يقول في قوله: أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين هو قول الله كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون.
23353 حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قال: هو كقوله: كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا... الآية.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، في قوله: أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قال: هي كالتي في البقرة وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم.
23354 حدثني أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس، قال: ثنا عبثر، قال: ثنا حصين، عن أبي مالك في هذه الآية أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قال: خلقتنا ولم نكن شيئا ثم أمتنا، ثم أحييتنا.
حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن حصين، عن أبي مالك، في قوله: أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قالوا: كانوا أمواتا فأحياهم الله، ثم أماتهم، ثم أحياهم.