إلا يبلى، إلا عظما واحدا، وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة.
23304 حدثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا البلخي بن إياس، قال: سمعت عكرمة يقول في قوله فصعق من في السماوات ومن في الأرض... الآية، قال: الأولى من الدنيا، والأخيرة من الآخرة.
23305 حدثنا بشر قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون قال نبي الله: بين النفختين أربعون قال أصحابه: فما سألناه عن ذلك، ولا زادنا على ذلك، غير أنهم كانوا يرون من رأيهم أنها أربعون سنة. وذكر لنا أنه يبعث في تلك الأربعين مطر يقال له مطر الحياة، حتى تطيب الأرض وتهتز، وتنبت أجساد الناس نبات البقل، ثم ينفخ فيه الثانية فإذا هم قيام ينظرون قال: ذكر لنا أن معاذ بن جبل، سأل نبي الله (ص): كيف يبعث المؤمنون يوم القيامة؟ قال؟ يبعثون جردا مردا مكحلين بني ثلاثين سنة.
وقوله: فإذا هم قيام ينظرون يقول: فإذا من صعق عند النفخة التي قبلها وغيرهم من جميع خلق الله الذين كانوا أمواتا قبل ذلك قيام من قبورهم وأماكنهم من الأرض أحياء كهيئتهم قبل مماتهم ينظرون أمر الله فيهم، كما:
23306 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي فإذا هم قيام ينظرون قال: حين يبعثون.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون) *.
يقول تعالى ذكره: فأضاءت الأرض بنور ربها، يقال: أشرقت الشمس: إذا صفت وأضاءت، وشرقت: إذا طلعت، وذلك حين يبرز الرحمن لفصل القضاء بين خلقه.