جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج ١١ - الصفحة ٥٨
ينهاني عنه ربي فقال أصحابه: لنستغفرن لآبائنا كما استغفر النبي (ص) لعمه فأنزل الله:
ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين... إلى قوله: تبرأ منه.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: لما حضر أبا طالب الوفاة أتاه رسول الله (ص)، وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل بن هشام، فقال له رسول الله (ص): أي عم إنك أعظم الناس علي حقا وأحسنهم عندي يدا، ولانت أعظم علي حقا من والدي، فقل كلمة تجيب لي بها الشفاعة يوم القيامة، قل لا إله إلا الله ثم ذكر نحو حديث ابن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور.
وقال آخرون: بل نزلت في سبب أم رسول الله (ص)، وذلك أنه أراد أن يستغفر لها فمنع من ذلك. ذكر من قال ذلك:
حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا فضيل، عن عطية قال: لما قدم رسول الله (ص) مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس، رجاء أن يؤذن له فيستغفر لها، حتى نزلت: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى... إلى قوله: تبرأ منه.
قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا قيس، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه: أن النبي (ص) أتى رسما قال: وأكثر ظني أنه قال قبرا فجلس إليه، فجعل يخاطب، ثم قام مستعبرا، فقلت: يا رسول الله، إنا رأينا ما صنعت قال: إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي فما رؤي باكيا أكثر من يومئذ.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ما كان للنبي والذين آمنوا... إلى: أنهم أصحاب الجحيم أن رسول الله (ص) أراد أن يستغفر لامه، فنهاه عن ذلك، فقال: وإن إبراهيم خليل الله قد استغفر لأبيه فأنزل الله: وما كان استغفار إبراهيم... إلى: لاواه حليم.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست