نفسه إلى سارية، فقال لا أحل نفسي حتى يحلني الله ورسوله قال: فحله النبي (ص)، وفيه أنزلت هذه الآية: وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا... الآية.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا المحاربي، عن ليث، عن مجاهد: وآخرون اعترفوا بذنوبهم قال: نزلت في أبي لبابة.
وقال آخرون: بل نزلت في أبي لبابة بسبب تخلفه عن تبوك. ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، قال:
قال الزهري: كان أبو لبابة ممن تخلف عن النبي (ص) في غزوة تبوك، فربط نفسه بسارية، فقال: والله لا أحل نفسي منها ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاما ولا شرابا حتى خر مغشيا عليه. قال: ثم تاب الله عليه، ثم قيل له: قد تيب عليك يا أبا لبابة، فقال: والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله (ص) وهو يحلني قال: فجاء النبي (ص) فحله بيده. ثم قال أبو لبابة: يا رسول الله إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب، وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله. قال: يجزيك يا أبا لبابة الثلث.
وقال بعضهم: عني بهذه الآية الاعراب. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا قال:
فقال إنهم من الاعراب.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يزيد بن هارون، عن حجاج بن أبي ذئب، قال: سمعت أبا عثمان يقول: ما في القرآن آية أرجى عندي لهذه الأمة من قوله: وآخرون اعترفوا بذنوبهم... إلى: إن الله غفور رحيم.
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بالصواب في ذلك قول من قال: نزلت هذه الآية في المعترفين بخطأ فعلهم في تخلفهم عن رسول الله (ص) وتركهم الجهاد معه والخروج لغزو الروم حين شخص إلى تبوك، وأن الذين نزل فيهم جماعة أحدهم أبو لبابة،