غيرهم من قبائل العرب، مثل خالد بن سنان العبسي. وقيل: يعني أهل الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم، فكانوا كأنهم في غفلة عما لزمهم من حق نعم الله، وما خلقهم له من العبادة، عن ابن عباس (لعلهم يهتدون) أي: ليهتدوا.
ثم ذكر سبحانه الدلالة على وحدانيته فقال: (الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام) أي: فيما قدره ستة أيام، لأن قبل الشمس لم يكن ليل، ولا نهار. (ثم استوى على العرش) بالقهر والاستعلاء. وهو مفسر في سورة الأعراف. (ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع) أي: ليس لكم من دون عذابه ولي أي: قريب ينفعكم، ويرد عذابه عنكم، ولا شفيع يشفع لكم. وقيل: من ولي أي: من ناصر ينصركم من دون الله (أفلا تتذكرون) أي: أفلا تتفكرون فيما قلناه، وتعتبرون به، فتعلموا صحة ما بيناه لكم. (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) أي:
خلقهما وما بينهما في هذه المدة، يدبر الأمور كلها، ويقدرها على حسب إرادته فيما بين السماء والأرض، وينزله مع الملك إلى الأرض. (ثم يعرج إليه) الملك أي:
يصعد إلى المكان الذي أمره الله تعالى أن يصعد إليه (في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) أي: يوم كان مقداره لو ساره غير الملك ألف سنة مما يعده البشر، خمس مائة عام نزوله، وخمس مائة عام صعوده. وقوله (يعرج إليه) يعني: إلى الموضع الذي أمره بالعروج إليه، كقول إبراهيم (إني ذاهب إلى ربي سيهدين) أي: إلى أرض الشام التي أمرني ربي بالذهاب إليها. وقوله: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله) يعني إلى المدينة، ولم يكن الله سبحانه بالشام، ولا بالمدينة، ومعناه: إنه ينزل الملك بالتدبير أو الوحي، ويصعد إلى السماء، فيقطع في يوم واحد من أيام الدنيا مسافة ألف سنة مما تعدونه أنتم، لأن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام لابن آدم، وهذا معنى قول ابن عباس والحسن والضحاك وقتادة، وهو اختيار الجبائي.
وقيل: معناه أنه يدبر الأمر سبحانه، ويقضي أمر كل شئ، لألف سنة في يوم واحد، ثم يلقيه إلى ملائكته، فإذا مضى الألف سنة، قضى لألف سنة أخرى، ثم كذلك أبدا، عن مجاهد. وقيل: معناه يدبر أمر الدنيا، فينزل القضاء والتدبير من السماء إلى الأرض، مدة أيام الدنيا، ثم يرجع الأمر، ويعود التدبير إليه بعد انقضاء الدنيا وفنائها، حتى ينقطع أمر الأمراء، وحكم الحكام، وينفرد الله بالتدبير في يوم