يهتدون (3) الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من ولى ولا شفيع أفلا تتذكرون (4) يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون (5).
الاعراب: (تنزيل الكتاب): خبر مبتدأ محذوف، وتقديره: هدا تنزيل.
ويجوز أن يكون (تنزيل الكتاب) مبتدأ، و (لا ريب فيه) خبره. وعلى القول الأول يكون (لا ريب فيه) في موضع نصب على الحال، أو في موضع رفع، على أنه خبر بعد خبر. وقوله: (من رب العالمين): يحتمل الوجهين أيضا. (أم يقولون افتراء) أم ههنا استفهام مستأنف، والتقدير: بل أيقولون. وقوله (ومن ربك) يجوز أن يتعلق بالحق على تقدير هو الذي حق من ربك. ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال أي: كائنا من ربك، والعامل فيه (الحق). وذو الحال الضمير المستكن فيه. (لتنذر): اللام يتعلق بما يتعلق به من قوله (ما لكم من دونه من ولي) من الثانية زائدة، والتقدير ما ولي ثبت لكم. و (من دونه): في موضع نصب على الحال مما يتعلق به اللام في (لكم).
المعنى: (ألم) مفسر في أول البقرة (تنزيل الكتاب) أي: هذه الآيات تنزيل الكتاب الذي وعدتم به (لا ريب فيه) أي. لا شك فيه أنه وحي (من رب العالمين) والمعنى: إنه لا ريب فيه للمهتدين، وإن كان قد ارتاب فيه خلق من المبطلين لا يعتد بهم، لأنه ليس بموضع الشك. وقيل: معناه أنه زال الشك في أنه كلام رب العزة لعجزهم عن الإتيان بمثله. وقيل: إن لفظه الخبر، ومعناه النهي أي: لا ترتابوا فيه. والريب: أقبح الشك.
(أم يقولون) أي: بل يقولون (افتراه) وليس الأمر على ما يقولون (بل هو الحق) نزل عليك (من ربك) والحق: هو كل شئ من اعتقده كان معتقده على ما هو به مما يدعو العقل إلى استحقاق المدح عليه وتعظيمه، فالكتاب حق لأن من اعتقد أنه من عند الله، كان معتقده على ما هو به. والباطل: نقيض الحق. (لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك) يعني قريشا إذ لم يأتهم نبي قبل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وإن أتى