فقالت: ألا يا اسمع نعظك بخطة * فقلت سميعا فانطقي وأصيبي وأنشد الزجاج لذي الرمة:
ألا يا اسلمي، يا دارمي على البلى * ولا زال منهلا بجرعائك القتر (1) وللأخطل:
ألا يا اسلمي، يا هند هند بني بدر (2) * ولا زال حيانا عدى آخر الدهر (3) ومما يؤكد قراءة (ألا يسجدوا) بالتشديد: أنها لو كانت مخففة، لما كانت في (يسجدوا) ياء، لأنها اسجدوا. ففي ثبات الياء في المصحف دلالة على التشديد.
ومن قرأ يخفون ويعلنون بالياء، فلأن الكلام على الغيبة. وقراءة الكسائي فيهما بالتاء، لأن الكلام قد دخله خطاب على قراءة اسجدوا لله. ومن قرأ (ألا يا اسجدوا): فيجوز أن يكون الخطاب للمؤمنين والكافرين الذين جرى ذكرهم على لفظ الغيبة.
الاعراب: كان أبو عمرو يسكن الياء في قوله: (مالي لا أرى الهدهد)، ويفتح في قوله: (ومالي لا أعبد الذي فطرني) لئلا يقف الواقف على مالي، ويبتدئ بلا أعبد. و (لا أرى): في موضع نصب على الحال. (أم كان من الغائبين) أم منقطعة التقدير: بل أهو من الغائبين، وكان بمعنى يكون. واللام في (لأعذبنه): جواب قسم مقدر أي: والله لأعذبنه. (غير بعيد): منصوب لأنه صفة ظرف، أو صفة مصدر تقديره فمكث وقتا غير بعيد، أو مكثا غير بعيد.
و (يسجدون): في موضع نصب على الحال من (وجدت).
المعنى: ثم أخبر سبحانه عن سليمان، فقال: (وتفقد الطير) أي: طلبه عند غيبته (فقال مالي لا أرى الهدهد) أي: ما للهدهد لا أراه. تقول العرب: مالي .