نارا، فكلمه الله، عز وجل، فرجع نبيا، وخرجت ملكة سبأ كافرة، فأسلمت مع سليمان، وخرج سحرة فرعون يطلبون العزة لفرعون، فرجعوا مؤمنين.
(ولقد مننا عليك مرة أخرى [37] إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى [38] أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني [39] إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى [40] واصطنعتك لنفسي [41] اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري [42] اذهبا إلى فرعون إنه طغى [43] فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى [44] القراءة: قرأ أبو جعفر. (ولتصنع) بالجزم. والباقون. بكسر اللام والنصب. وفي الشواذ قراء أبي نهيك. (ويتصنع) بكسر اللام وفتح التاء.
الحجة: قوله (ولتصنع) بالجزم مثل قولهم. ولتعن بحاجتي. فالمأمور غائب غير مخاطب، لأن العاني بالحاجة غير المخاطب، وليس ذلك مثل قوله (فلتفرحوا) فإن المأمور هناك مخاطب به (ولتصنع على عيني) قال أحمد بن يحيى: معناه لتكون حركتك وتصرفك على عين مني. وقراءة الفراء (ولتصنع) على عيني بضم التاء وفتح العين معناه: لتربى وتغذى بمرأى مني.
اللغة: أصل المن: القطع، ومنه (أجر غير ممنون) وحبل منين أي:
منقطع. فالمن: نعمة تقطع لصاحبها من غيره. والمرة: الكرة الواحدة من المر.
والقذف: الطرح. واليم: البحر. والاصطناع: افتعال من الصنع. والصنع: اتخاذ الخير لصاحبه. وونى في الأمر يني ونيا وونى إذا فتر فهو وان ومتوان فيه. قال العجاج:
فما ونى محمد مذ أن غفر * له الإله ما مضى، وما غبر