والخشب، فإن كله من الأرض، عن أبي مسلم. وقيل: إنه يتصل بقوله (لو أردنا أن نتخذ لهوا) والمعنى أنهم أضافوا إليه الولد، وأضافوا إليه الشريك. ووجه اتصال قوله (لا يسأل عما يفعل) بما قبله: أنه لما بين التوحيد، عطف عليه بيان العدل.
وقيل: إنه يتصل بقوله (اقترب للناس حسابهم) والحساب هو السؤال عما أنعم الله عليهم به، وهل قابلوا نعمه بالشكر، أم قابلوها بالكفر، عن أبي مسلم. ووجه اتصال قوله (هذا ذكر من معي وذكر من قبلي) بما قبله أن ما قدمنا ذكره من التوحيد والعدل مذكور في القرآن وفي الكتب السالفة.
(وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون [31] وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون [32] وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون [33] وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون [34] كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون [35].
اللغة: الرواسي: الجبال. رست ترسو رسوا: إذا ثبتت بثقلها فهي راسية، كما ترسو السفينة إذا وقفت متمكنة في وقوفها. والميد: الاضطراب بالذهاب في الجهات. والفج: الطريق الواسع بين الجبلين. والفلك: أصله كل شئ دائر، ومنه فلكة المغزل، ويقال: فلك ثدي المرأة تفليكا: إذا استدار. والسباحة والعوم والسبح والجري بمعنى.
الاعراب: (أن تميد بكم). في موضع نصب بأنه مفعول له، وتقديره: كراهة أن تميد بكم، أو حذار أن تميد. ومن قال: إن لا هنا مضمرة، والتقدير لأن لا تميد، فلا وجه لقوله. و (سبلا): بدل من (فجاج)، لأن الفج هو السبيل.
(كل في فلك يسبحون): جملة اسمية في موضع الحال. وفي يتعلق بيسبحون (أفإن مت فهم الخالدون): شرط وجزاء، دخلت الفاء في الشرط وفي الجزاء.
وقوله (فتنة): مفعول له، والمعنى: للفتنة. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع