الأمانات والعهود، والقيام بما يتولاه منها.
(والذين هم على صلواتهم يحافظون) أي: يقيمونها في أوقاتها، ولا يضيعونها. وإنما أعاد ذكر الصلاة تنبيها على عظم قدرها، وعلو رتبتها عنده تعالى.
(أولئك هم الوارثون) معناه: إن من كانوا بهذه الصفات واجتمعت فيهم هذه الخلال، هم الوارثون يوم القيامة منازل أهل النار من الجنة. فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (ما منكم من أحد إلا له منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار. فإن مات ودخل النار، ورث أهل الجنة منزله). وقيل: إن معنى الميراث هنا أنهم يصيرون إلى الجنة بعد الأحوال المتقدمة، وينتهي أمرهم إليها، كالميراث الذي يصير الوارث إليه.
ثم وصف الوارثين فقال: (الذين يرثون الفردوس) وهو اسم من أسماء الجنة، عن الحسن، ولذلك أنث فقال: (هم فيها خالدون) وقيل: هو اسم لرياض الجنة، عن مجاهد، وأبي علي الجبائي. وقيل: هو جنة مخصوصة. ثم اختلف في أصله فقيل: إنه اسم رومي فعرب. وقيل: هو عربي وزنه فعلول وهو البستان الذي فيه كرم. قال جرير: (يا بعد يبرين من باب الفراديس) (1) وقال الجبائي: معنى الوراثة هنا: أن الجنة ونعيمها يؤول إليهم من غير اكتساب، كما يؤول المال إلى الوارث من غير اكتساب.
(ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين [12] ثم جعلناه نطفة في قرار مكين [13] ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين [14] ثم إنكم بعد ذلك لميتون [15] ثم إنكم يوم القيامة تبعثون [16] ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين [17] وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون [18] فأنشأنا لكم به جنات