أفلا يخافون أن يقع بهم مثل ما وقع بأولئك. (إن في ذلك) أي: في إهلاكنا إياهم الآيات) أي: لعبرا ودلالات. (لأولي النهى) أي: لذوي العقول الذين يتدبرون في أحوالهم.
(ولولا كلمة سبقت من ربك) في تأخير العذاب عن هؤلاء الكفار إلى يوم القيامة وهو قوله: (لكان لزاما وأجل مسمى) أي: لكان العذاب لزاما لهم، واقعا في الحال. واللزام مصدر وصف به. قال قتادة: الأجل المسمى قيام الساعة. وقال غيره: هو الأجل الذي كتبه الله للإنسان أنه يبقيه إليه. وقيل: إن عذاب اللزام كان يوم بدر، قتل الله فيه رؤوس الكفار، ولولا ما قدر الله تعالى من آجال الباقين، ووعدهم من عذاب الآخرة، لكان ذلك القتل الذي نالهم يوم بدر، لازما لهم أبدا في سائر الأزمان.
ثم أمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالصبر على أذاهم بأن قال: (فاصبر على ما يقولون) من تكذيبك، وأذاهم إياك. (وسبح بحمد ربك) أي: صل لربك بالحمد له، والثناء عليه. وقيل: معناه سبحه واحمده في هذه الأوقات (قبل طلوع الشمس) يعني صلاة الفجر (وقبل غروبها) يعني صلاة العصر (ومن آناء الليل) أي: ساعاته. قال ابن عباس: هي صلاة الليل كله. وقيل: يريد أول الليل المغرب والعشاء الآخرة (فسبح وأطراف النهار) يعني الظهر. وسمي وقت صلاة الظهر أطراف النهار، لأن وقته عند الزوال، وهو طرف النصف الأول، وطرف النصف الثاني، وهذا قول قتادة والجبائي. ومن حمل التسبيح على الظاهر قال: أراد بذلك المداومة على التسبيح والتحميد في عموم الأوقات (لعلك ترضى) بالشفاعة والدرجة الرفيعة. وقيل: بجميع ما وعدك الله به من النصر، وإعزاز الدين في الدنيا، والشفاعة والجنة في الآخرة.
(ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى [131] وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى [132] وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أو لم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى [133] ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا