سليمان يجلس في مجلسه للقضاء غدوة إلى نصف النهار، فقال سليمان: أريد أسرع من ذلك.
فعند ذلك (قال الذي عنده علم من الكتاب) وهو آصف بن برخيا، وكان وزير سليمان، وابن أخته، وكان صديقا يعرف اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، عن ابن عباس. وقيل: إن ذلك الاسم الله، والذي يليه الرحمن. وقيل:
هو يا حي يا قيوم، وبالعبرانية أهيا شراهيا (1). وقيل: هو يا ذا الجلال والإكرام، عن مجاهد. وقيل: إنه قال. يا إلهنا وإله كل شئ، إلها واحدا لا إله إلا أنت، عن الزهري. وقيل: إن الذي عنده علم من الكتاب، كان رجلا من الإنس، يعلم اسم الله الأعظم، اسمه بلخيا عن مجاهد. وقيل: اسمه أسطوم، عن قتادة. وقيل:
الخضر عليه السلام عن أبي لهيعة. وقيل: إن الذي عنده علم من الكتاب هو جبرائيل عليه السلام، أذن الله في طاعة سليمان عليه السلام، بأن يأتيه بالعرش الذي طلبه.
وقال الجبائي: هو سليمان، قال ذلك للعفريت، ليريه نعمة الله عليه. وهذا قول بعيد، لم يؤثر عن أهل التفسير. وأما الكتاب المعرف في الآية بالألف واللام، فقيل: إنه اللوح المحفوظ. وقيل. أراد به جنس كتب الله المنزلة على أنبيائه، وليس المراد به كتابا بعينه، والجنس قد يعرف بالألف واللام. وقيل: إن المراد به كتاب سليمان إلى بلقيس.
(أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) اختلف في معناه فقيل: يريد قبل أن يصل إليك من كان منك على قدر مد البصر، عن قتادة. وقيل: معناه قبل أن يبلغ طرفك مداه وغايته، ويرجع إليك. قال سعيد بن جبير: قال لسليمان أنظر إلى السماء، فما طرف حتى جاء به فوضعه بين يديه، والمعنى: حتى يرتد إليك طرفك بعد مده إلى السماء. وقيل: ارتداد الطرف إدامة النظر حتى يرتد طرفه خاسئا، عن مجاهد. فعلى هذا معناه: إن سليمان مد بصره إلى أقصاه، وهو يديم النظر، فقبل أن ينقلب بصره إليه حسيرا، يكون قد أتى بالعرش. قال الكلبي: خر آصف .