تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج ٧ - الصفحة ٨٨
(فتبهتهم) أي: فتحيرهم (فلا يستطيعون ردها) أي: فلا يقدرون على دفعها.
(ولا هم ينظرون) أي: لا يؤخرون إلى وقت آخر، ولا يمهلون لتوبة أو معذرة.
(ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون [41] قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون [42] أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون [43] بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون [44] قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون [45]).
القراءة: قرأ ابن عامر: (ولا تسمع) بضم التاء (الصم) بالنصب.
والباقون: (ولا يسمع) بفتح الياء (الصم) بالرفع.
الحجة: الوجه في قراءة ابن عامر: أنه وجه الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكأنه قال: ولا تسمع أنت يا محمد الصم، كما قال: (وما أنت بمسمع من في القبور) لأن الله تعالى لما خاطبهم فلم يلتفتوا إلى ما دعاهم إليه، صاروا بمنزلة الميت الذي لا يسمع، ولا يعقل. ووجه قراءة الباقين: أنه جعل الفعل لهم ويقويه قوله (إذا ما ينذرون).
اللغة: الكلاءة: الحفظ. قال ابن هرمة:
إن سليمى، والله يكلؤها، * ضنت بشئ ما كان يرزؤها (1) والفرق بين السخرية والهزء أن في السخرية معنى طلب الذلة، لأن التسخير التذليل. فأما الهزء فيقتضي طلب صغر القدر بما يظهر في القول.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست