والصراط المستقيم. الإيمان، لأنه يؤدي إلى الجنة. وقيل: إن المراد يهدي في الآخرة إلى طريق الجنة.
* (ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين [47] وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون [48] وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين [49] أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون [50] إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون [51] ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون [52]) *.
القراءة: قرأ أبو جعفر وقالون عن نافع ويعقوب: (ويتقه) بكسر القاف، والهاء مكسورة مختلسة غير مشبعة. وقرأ أبو عمرو وحمزة في رواية العجلي وخلاد وأبو بكر في رواية حماد ويحيى: (ويتقه) بكسر القاف، وسكون الهاء. وقرأ حفص: (ويتقه) بسكون القاف، وكسر الهاء غير مشبعة. والباقون: (يتقه) بكسر القاف والهاء مشبعة. وروي عن علي عليه السلام أنه قرأ: (قول المؤمنين) بالرفع، وهو قراءة الحسن بخلاف ابن أبي إسحاق، وهو مثل قراءة من قرأ (فما كان جواب قومه) بالرفع. وقد ذكرنا الوجه فيه. وقرأ أبو جعفر وحده: (ليحكم بينهم) بضم الياء وفتح الكاف في الموضعين، وفي البقرة، وآل عمران مثل ذلك. وقد ذكرناه هناك.
الحجة: قال أبو علي: الوجه (ويتقه): موصولة بياء، لأن ما قبل الهاء متحرك. ومن قرأ (ويتقه) لا يبلغ بها الياء، فالوجه فيه: أن الحركة غير لازمة قبل الهاء. ألا ترى ان الفعل إذا رفع دخلته الياء. ومن قرأ (ويتقه) بسكون الهاء، فلأن ما يتبع هذه الهاء من الياء والواو زيادة، فرد إلى الأصل، وحذف ما يلحقه من الزيادة. ويقوي ذلك ما حكي عن سيبويه أنه سمع من يقول: هذه أمة الله في الوصل