ويولدونهم ويقاسمونهم الفئ فلما ماتوا سلبهم الله ذلك العز كما سلب صاحب النار ضوءه وتركهم في عذاب وهو أحسن الوجوه وقال أبو مسلم: معناه أنه لا نور لهم في الآخرة وإن ما أظهروه في الدنيا يضمحل سريعا كاضمحلال هذه اللمعة وحال من يقع في الظلمة بعد الضياء اشقى في الحيرة فكذلك حال المنافقين في حيرتهم بعد اهتدائهم ويزيد استضرارهم على استضرار من طفئت ناره بسوء العاقبة وروي عن ابن مسعود وغيره أن ذلك في قوم كانوا أظهروا الاسلام ثم أظهروا النفاق فكان النور الايمان والظلمة نفاقهم وقيل فيها وجوه تقارب ما قلناه وتقدر بعد قوله: (فلما أضاءت ما حوله) (انطفأت) لدلالة الكلام عليها كما قال أبو ذؤيب الهذلي:
دعاني إليها القلب إني لامره * مطيع فما أدري ارشد طلابها؟ (2) وتقديره ارشد طلابها أم غي؟
وقال الفراء يقال ضاء القمر يضوء وأضاء يضئ لغتان وهو الضوء والضوء - بفتح الضاد وضمها - وقد أظلم الليل وظلم - بفتح الظاء وكسر اللام - وظلمات على وزن غرفات وحجرات وخطوات فأهل الحجاز وبنو أسد يثقلون وتميم وبعض قيس يخففون والكسائي يثم الهاء الرفع بعد نصب اللام في قوله (حوله) و (نجمع عظامه) في حال الوقف الباقون لا يشمون وهو أحسن قوله تعالى صم بكم عمي فهم لا يرجعون آية بلا خلاف التفسير واللغة:
قال قتادة " صم " لا يسمعون الحق " بكم لا ينطقون به " عمي "