كيف لا يكون بعده يوم ولا انقطاع للآخرة ولا فناء؟ قيل: اليوم في الآخرة سمي يوما بليلته التي قبله فإذا لم يتقدم النهار ليل لم يسم يوما فيوم القيامة يوم لا ليل بعده فلذلك سماه اليوم الآخر وإنما قال: (وما هم بمؤمنين) مع قوله: (.. من يقول آمنا بالله) تكذيبا لهم فيما أخبروا عن اعتقادهم من الايمان والاقرار بالبعث والنبوة فبين ان ما قالوه بلسانهم مخالف لما في قلوبهم وذلك يدل على أن الايمان لا يكون مجرد القول على ما قالته الكرامية (يقول) من القول ومنه: تقول إذا تخرص القول واقتال فهو مقيال:
إذا أخذ نفعا إلى نفسه بالقول أو دفع به ضررا عنها والمقول اللسان يقوله تقويلا إذا طالبه باظهار القول قوله تعالى:
يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون آية القراءة:
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وبضم الياء وبألف الباقون بفتح الياء بلا الف في قوله (وما يخدعون) اللغة:
قال أبو زيد: خدعت الرجل أخدعه خدعا بكسر الخاء وخديعة ويقال في المثل: إنك لا خدع من ضب حرشته وقال ابن الاعرابي: الخادع: الفاسد من الطعام ومن كل شئ وأنشد:
ابيض اللون لذيذا طعمه * طيب الريق إذا الريق خدع اي تغير وفسد وقال أبو عبيدة: يخادعون بمعنى يخدعون قال الشاعر:
وخادعت المنية عنك سرا * فلا جزع الاوان ولا رواعا