المقشقشتان أي تبرءان من النفاق وكما سميت الحمد أم القرآن وفاتحة الكتاب ولا يلزم أن لا تشترك سورتان أو ثلاث في اسم واحد وذلك أنه كما يشترك جماعة من الناس في اسم واحد فإذا أريد التمييز زيد في صفته وكذلك إذا أرادوا تمييز السورة قالوا: ألم ذلك ألم الله ألم وغير ذلك وليس لاحد أن يقول: كيف تكون أسماء للسور والاسم غير المسمى فكان يجب ألا تكون هذه الحروف من السورة وذلك خلاف الاجماع قيل: لا يمتنع أن يسمى الشئ ببعض ما فيه ألا ترى انهم قالوا: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة ولا خلاف انها أسماء للسور وان كانت بعضا للسور ومن فرق بين الأشخاص وغيرها في هذا المعنى: فأوجب في الأشخاص أن يكون الاسم غير المسمى ولم يوجب في غيرها فقد أبعد لأنه لا فرق بين الموضعين على ما مضى القول فيه ولا يلزم أن تسمى كل سورة بمثل ذلك لان المصلحة في ذلك معتبرة وقد سمى الله كل سورة بتسمية تخصها وإن لم تكن من هذا الجنس كما أنه لما سمى الحمد بأسمائها لم يلزم ذلك في كل سورة وقيل إنها أوائل أسماء يعلم النبي صلى الله عليه وآله تمامها والغرض بها نحو ما رويناه عن ابن عباس كما قال الشاعر:
سألتها الوصل فقالت: قاف يعني: وقفت وقال آخر:
بالخير خيرات وإن شرافا يريد: فشرا وقال آخر:
ولا أريد الشر إلا أن تا يعني: إلا أن تشاء وقال آخر:
ما للظليم (1) عال (2) كيف لا يا * ينقد عنه جلده إذا يا