الوجهين قوله: " حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها " فلم يأت " إذ " جواب والوجه الآخر فيه على زيادة " إذ " في هذا الموضع وكلا الوجهين خطأ عنده، لان الجواب في قوله: قتائدة هو قوله: شلا بوقوعه موقع: شلوهم شلا كما يقول القائل: إذا أتيت الحرب، فضربا وطعنا وأما الزيادة فقد بينا وجه الخطأ فيها فيما تقدم واختلفوا في امر الملائكة والسجود لآدم على وجهين:
قال قوم: انه أمرهم بالسجود له تكرمة وتعظيما لشأنه - وهو المروي في تفسيرنا واخبارنا - وهو قول قتادة وجماعة من أهل العلم واختاره ابن الاخشيد والرماني وجرى ذلك مجرى قوله: (وخروا له سجدا) (1) في أولاد يعقوب، ولا جل ذلك جعل أصحابنا هذه الآية دلالة على أن الأنبياء أفضل من الملائكة من حيث أمرهم بالسجود له والتعظيم على وجه لم يثبت ذلك لهم بدلالة امتناع إبليس من السجود له وأنفته من ذلك وقوله: (قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لان أخرتني إلى يوم القيامة لاحتنكن ذريته إلا قليلا) (2) لو كان ذلك على وجه كونه قبلة لما كان لذلك وجه، ولا فيه أنفة ولا يحسن أن يؤمر الفاضل بتعظيم المفضول على نفسه، لان ذلك سفه به وسنبين قول من خالف فيه وشبههم وقال الجبائي والبلخي وجماعة أنه جعله قبلة لهم فامرهم بالسجود إلى قبلتهم وفيه ضرب من التعظيم له وهذا ضعيف، لأنه لو كان على وجه القبلة لما امتنع إبليس من السجود، ولما استعظمته الملائكة، ولكن لما أراد ذلك تعظيما له على وجه ليس بثابت لهم، امتنع إبليس وتكبر واختلفوا في إبليس هل كان من الملائكة أم لا؟ فقال ابن عباس وابن مسعود وابن المسيب وقتادة وابن جريح والطبري:
إنه كان منهم بدلالة استثنائه من جملتهم هاهنا في قوله: " إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين " وقال: (ما منعك ان تسجد لما أمرتك) مع قوله: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) وهو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) والظاهر