وحضرت يوم الخميس الأخماس * وفي الوجوه صفرة وابلاس يعني اكتئابا وكسوفا وقال: إنما لم يجر استثقالا، من حيث كان اسما لا نظير له من أسماء العرب فشبه بأسماء العجم التي لا تنصرف وزعم أن إسحاق لا ينصرف وهو من أسحقه الله إسحاقا، وأن أيوب من أب يئوب على زنة فعول كقيوم من قام يقوم قال الرماني: غلط في جميع ذلك، لأنها ألفاظ أعربت من العجميه ووافقت ألفاظ العربية وكان ابن السراج يمثل ذلك - على جهة التبعيد - بمن زعم أن الطير ولد الحوت وغلط أيضا في قوله إنه لا نظير له في أسماء العرب، لأنهم يقولون:
إزميل للشفرة، قال الشاعر:
هم منعوا الشيخ المناجي بعد ما * رأي حمة الازميل فوق البراجم والاعريض: الطلع، واحريض: صبغ أحمر، وقالوا: هو العصفر، وسيف أصليت: ماض كثير الماء، وثوب اضريج: مشبع الصبغ، وقالوا: هو من الصفرة خاصة وسبيل إبليس سبيل (إنجيل) في أنه معرب غير مشتق وحد الاستكبار الرفع للنفس إلى منزلة لا تستحق قوله: " وكان من الكافرين " قال قوم: يدل على أنه كان قبله قوم كفار من الجن وقال آخرون لا يدل، ويجري ذلك مجرى قول القائل: كان آدم من الانس، ولم يكن قبله انسي وكان إبليس من الجن ولم يكن قبله جني، ومعناه: صار من الكافرين ومن قال إن إبليس كان من جملة الملائكة، قال: كان من جملة المأمورين بالسجود لآدم بدلالة قوله: " ما منعك الا تسجد إذ أمرتك؟ " ولأنه استثناه من جملتهم ولم يكن منهم، علمنا أنه كان من جملة المأمورين كقول القائل: أمر أهل البصرة بدخول الجامع فدخلوا إلا رجلا من أهل الكوفة، فإنه يعلم بهذا ان غير أهل البصرة كان مأمورا بدخول الجامع غيران أهل البصرة كانوا أكثر فلذلك خصوا بالذكر، وكذلك القول في الآية ومن استدل بهذه الآية على أن أفعال الجوارح من من الايمان من حيث لو لم يكن كذلك، لوجب أن يكون إبليس مؤمنا بما معه من المعرفة بالله وان فسق بابائه، فقد أبعد، لان المخالف يقول: إذا علمت كفره