وأما البروك في السواد ففي كشف الرموز (1) وغيره: أنه لم نظفر عليه بنص.
وروى في المبسوط (2) والتذكرة (3) والمنتهى أنه صلى الله عليه وآله أمر بكبش أقرن يطأ في سواد وينظر في سواد ويبرك في سواد، فأتي به فضحى به (4).
قلت: ولعله السر في أن ابن حمزة إنما ذكر البروك فيه في الأضحية (5).
واختلف في معنى ما في الأخبار، فقيل: معناه أن يكون رتع في مرتع كثير النبات شديد الاخضرار به (6)، وهذا قد يتضمن البروك فيه.
وقيل: معناه السمن حتى تكون له ظل عظيم تأكل وتمشي وتنظر فيه (7)، وهو يستلزم البروك فيه.
وقيل: معناه سواد هذه المواضع منها (8)، وقد يتأيد بقول الصادق عليه السلام في مرسل الحلبي: ضح بكبش أسود أقرن فحل، فإن لم تجد أسود فأقرن فحل يأكل في سواد ويشرب في سواد وينظر في سواد (9). والمشي في السواد بهذا المعنى يستلزم البروك في السواد، فإنه على الأرجل والصدر والبطن. وقد يراد به سواد الأرجل فقط. وعن ابن الراوندي: إن المعاني الثلاثة مروية عن أهل البيت عليهم السلام (10).
ويستحب أن يكون (قد عرف بها) أي أحضر عشية عرفة بعرفات كما في التهذيب (11) والتذكرة (12) والمنتهى (13). وأطلق الاحضار في غيرها، لقول