بيديه يضرب إحداهما على الأخرى فقال احصدوهم حصدا فجاء أبو سفيان فقال أبيدت خضراء قريش الحديث وأخرجه ابن حبان وقال هذا أدل دليل على أن مكة فتحت عنوة وفي الباب حديث أم هانىء وقوله صلى الله عليه وسلم لها أجرنا من أجرت إذ لو فتحت صلحا لدخلا في الأمان العام وحديث أبي هريرة إنما أحلت لي ساعة من نهار وكذا حديث أبي شريح وكلها متفق عليها قوله روى أن الصحابة وضعوا العشر على أرض البصرة لم أجده هكذا وقد ذكره أبو عمر وغيره قلت قد أخرجه عمرو بن شبة في تاريخ البصرة ويحيى ابن آدم في كتاب الخراج مفسرا مبينا قوله والخراج الذي وضعه عمر على أهل السواد من كل جريب يبلغه الماء قفيز هاشمي وهو الصاع ودرهم ومن جريب الرطبة خمسة دراهم ومن جريب الكرم المتصل والنخل المتصل عشرة دراهم هذا هو المنقول عن عمر فإنه بعث عثمان بن حنيف حتى يمسح سواد العراق وجعل حذيفة عليه مشرفا فمسح فبلغ ستا وثلاثين ألف ألف جريب ووضع على ذلك ما قلنا وكان ذلك بمحضر من الصحابة من غير نكير فكان إجماعا منهم هو في الخراج لأبي يوسف وليحيى بن آدم وفي الأموال لأبي عبيد وغيرها قوله روى عن عمر أنه قال لعلكما حملتما الأرض مالا تطيق فقال لا بل حملناها ما هي مطيقة أخرجه البخاري في الفضائل في باب البيعة لعثمان بعد قتل عمر مطولا والمخاطب بذلك حذيفة وعثمان بن حنيف قوله روى أن عمر لم يزد حين أخبر بزيادة الطاقة هو مستمد من الذي قبله وروى عبد الرزاق من طريق إبراهيم النخعي جاء رجل إلى عمر فقال أرض كذا وكذا يطيقون من الخراج أكثر مما عليهم فقال ليس إليهم سبيل قوله وقد صح أن الصحابة اشتروا أراضي الخراج وكانوا يؤدون خراجها أبو يوسف في كتاب الخراج حدثنا مجالد بن سعيد عن عامر عن عتبة بن فرقد أنه قال لعمر اشتريت أرضا من أرض السواد فقال عمر أنت فيها مثل صاحبها وروى يحيى بن آدم
(١٣١)