الجلابيب الجسمية والاستغراق في ملاحظة أسرار الكمال ومطالعة أنوار الجمال وهذا النوع من الهداية يختص به الأولياء ومن يحذو حذوهم فإذا تلا هذه الآية أصحاب المرتبة الثالثة أرادوا بالهداية المرتبة الرابعة وإن تلاها أصحاب المرتبة الرابعة أرادوا الثبات على ما هم عليه من الهدى (كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام) من تفسير اهدنا بثبتنا أو زيادته والهداية على الأول مجاز وكذا على الثاني إن اعتبر مفهوم الزيادة داخلا في المعنى المستعمل فيه وإلا فحقيقة (والصراط) الجادة كأنها تسترط السابلة أو هم يسترطونه (1) وقراءة ابن كثير بالسين ومن عدا حمزه بالصاد وهو باشمامها صوت الزاي والمراد بالصراط المستقيم إما مطلق طريق الحق أو دين الإسلام (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) هذه بأجمعها آية واحدة عند من يعد البسملة آية من الفاتحة وهم علماؤنا ومن وافقهم من بقية الفرق وأما من لا يعدها آية منها فهو يعد صراط الذين أنعمت عليهم آية سادسة وما بعد ها آية سابعة وذلك أن الأمة متوافقون على أن الفاتحة سبع آيات فمن نذر قراءة آية من الفاتحة لا يبر (2) عندنا بقراءة صراط الذين أنعمت عليهم كما لا يبر عندهم بقراءة البسملة وهذه الآية
(٢٩٦)