شرح معاني الآثار - أحمد بن محمد بن سلمة - ج ٢ - الصفحة ٢٠٦
وكان إذا جمعهما فكل قد أجمع أنه في حرمتين حرمة حج وحرمة عمرة فكان يجئ في النظر أن يجب عليه لكل واحد منهما من الطواف والسعي وغير ذلك من الكفارات في انتهاك الحرم التي حرمت عليه فيها ما كان يجب عليه لها لو أفردها فأدخل على هذا القول فقيل فقد رأينا الحلال يصيب الصيد في الحرم فيجب عليه الجزاء لحرمة الحرم ورأينا المحرم يصيب صيدا في الحل فيجب عليه الجزاء لحرمة الحرام ورأينا المحرم إذا أصاب صيدا في الحرم وجب عليه جزاء واحد لحرمة الاحرام ودخل فيه حرمة الجزاء لحرمة الحرم وهو في وقت ما أصاب ذلك الصيد في حرمتين في حرمة إحرام وحرمة حرم فلم يجب عليه لكل واحدة من الحرمتين ما كان يجب عليه لها لو أفردها قالوا فكذلك القارن فيما كان يجب عليه لكل واحدة من عمرته وحجته لو أفردها لا يجب عليه في ذلك لما جمعهما إلا مثل ما يجب عليه في أحديهما ويدخل ما كان يجب عليه للأخرى لو كانت مفردة في ذلك قيل له إنكم لم تقطعوا أن ما يجب على المحرم في قتله الصيد في الحرم جزاء واحد وقد قال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد رحمهم الله إن القياس كان عندهم في ذلك أنه يجب عليه جزاءان جزاء لحرمة الاحرام وجزاء لحرمة الحرم وأنهم إنما خالفوا ذلك استحسانا ولكنا لا نقول في ذلك كما قالوا بل القياس عندنا في ذلك ما ذكروا أنهم استحسنوه وذلك أنا رأينا الأصل المجتمع عليه أنه يجوز للرجل أن يجمع بين حجة وعمرة ولا يجمع بين حجتين ولا بين عمرتين فكان له أن يجمع بإحرام واحد بين شكلين مختلفين فيدخل بذلك فيهما ولا يجمع بين شيئين من صنف واحد فلما كان ما ذكرنا كذلك كان له أن يجمع أيضا بأدائه جزاء واحدا ما يجب عليه بحرمتين مختلفتين وحرمة الحرم التي لا يجزئ فيها الصوم وحرمة الاحرام التي لا يجزئ فيها الصوم ويكون بذلك الجزاء الواحد مؤديا عما يجب عليه فيهما فلم يكن له أن يجمع بأدائه جزاء واحدا عما يجب عليه في انتهاك حرمتين مؤتلفتين من شكل واحد وهما حرمة العمرة وحرمة الحج كما لم يكن له أن يدخل بإحرام واحد في حرمة شيئين مؤتلفين ولما كان ما ذكرنا أيضا كذلك وكان الطواف للحجة والطواف للعمرة من شكل واحد لم يكن بطواف واحد داخلا فيهما ولم يكن ذلك الطواف مجزئا عنهما واحتاج أن يدخل في كل واحد منهما دخولا
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الزكاة 3
2 باب الصدقة على بنى هاشم 3
3 باب الفقير القوى هل تحل له الصدقة؟ 14
4 باب إعطاء الزكاة للزوج 22
5 باب الخيل هو فيها زكاة؟ 26
6 باب الزكاة هل يأخذها الامام؟ 30
7 باب ذوات العوار في الصدقات 33
8 باب زكاة ما يخرج من الأرض 34
9 باب الخرص 38
10 باب مقدار صدقة الفطر 41
11 باب وزن الصاع 48
12 كتاب الصيام 52
13 باب الوقت الذي يحرم فيه الطعام 52
14 باب النية بعد الفجر 54
15 باب حديث شهرا عيد لا ينقصان 58
16 باب من جامع في رمضان 59
17 باب الصيام في السفر 62
18 باب صوم عرفة 71
19 باب صوم عاشوراء 73
20 باب صوم يوم السبت 80
21 أحاديث صوم يوم الجمعة 81
22 باب الصوم بعد نصف شعبان 82
23 أحاديث أفضل الصيام والنهى عن كثرة ذلك 85
24 باب القبلة للصائم 88
25 باب الصائم يقيء 96
26 باب الصائم يحتجم 98
27 باب جنابة الصائم 102
28 باب إفطار صوم النفل 107
29 باب صوم يوم الشك 111
30 كتاب مناسك الحج 112
31 باب حج المرأة بغير محرم 112
32 باب المواقيت 117
33 باب موضع الإهلال النبوي 120
34 بحث نزول المحصب 121
35 باب التلبية 124
36 باب التطيب عند الإحرام 126
37 بحث النهى عن التزعفر للرجال 127
38 باب ما يلبس المحرم 133
39 باب لبس ما مسه ورس أو زعفران 136
40 باب خلع القميص 138
41 باب الإحرام النبوي بالحج أو العمرة 139
42 باب ركوب الهدى 160
43 باب ما يقتل المحرم من الدواب 163
44 باب لحم الصيد الذي يذبحه الحلال 168
45 باب رفع اليدين عند رؤية البيت 176
46 باب الرمل في الطواف 179
47 باب ما يستلم من الأركان في الطواف 183
48 باب صلاة الطواف بعد الصبح والعصر 186
49 باب طواف الحاج المحرم قبل الوقوف بعرفة 189
50 باب طواف القارن 197
51 باب حكم الوقوف بمزدلفة 207
52 باب الجمع بين الصلاتين بالمزدلفة 211
53 باب وقت رمي الجمرة للضعفاء 215
54 باب رمي جمرة العقبة ليلة النحر قبل طلوع الفجر 218
55 باب ترك رمي يوم النحر 221
56 باب قطع التلبية للحاج 223
57 باب وقت حل اللباس والطيب 227
58 باب حيض المرأة بعد طواف الزيارة 232
59 باب تقديم نسك على نسك 235
60 باب ميقات العمرة للمكي 240
61 باب ذبح الهدى في غير الحرم 241
62 باب المتمتع يصوم أيام التشريق 243
63 أحاديث النهى عن صوم أيام التشريق 244
64 أحاديث النهى عن صوم يوم النحر ويوم الفطر 247
65 باب المحصر بالحج 249
66 باب حج الصغير 256
67 باب دخول الحرم بغير إحرام 258
68 باب الرجل يبعث الهدى إلى مكة 264
69 باب نكاح المحرم 268