وماله جاء يوم القيامة مغلولا مائلا شقه حتى يدخل النار ومن آذى جاره من غير حق حرم الله عليه ريح الجنة ومأواه النار ألا وإنه يسأل الرجل عن جاره كما يسأل عن حق أهل بيته فمن ضيع حق جاره فليس منى ومن أهان فقيرا مسلما من أجل فقره فاستخف به فقد استخف بحق الله ولم يزل في مقت الله وسخطه حتى يرضيه ومن أكرم فقيرا مسلما لقي الله تعالى يوم القيامة وهو يضحك إليه ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله وليست له حسنة يتقي بها النار وإن اختار الآخرة على الدنيا لقي الله وهو عنه راض ومن قدر على امرأة أو جارية حراما فتركها لله مخافة منه أمنه الله من الفزع الأكبر وحرمه على النار وأدخله الجنة ومن كسب مالا حراما لم تقبل له صدقة ولا عتق ولا حج ولا عمرة وكتب الله له بقدر ذلك أوزارا وما بقي عند موته كان زاده إلى النار ومن أصاب من امرأة نظرة حراما ملأ الله عينه نارا ثم أمر به إلى النار فإن غض بصره عنها أدخل الله قلبه محبته ورحمته وأمر به إلى الجنة و إن فاكهها حبس بكل كلمة كلمها في الدنيا ألف عام والمرأة إذا طاوعت الرجل حراما فالتزمها أو قبلها أو باشرها أو فاكهها أو واقعها فعليها من الوزر مثل ما على الرجل فإن غلب الرجل على نفسها كان عليه وزره ووزرها ومن غش مسلما في بيع أو شراء فليس منا ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الناس للمسلمين ومن منع الماعون جاره إذا احتاج إليه منعه الله فضله يوم القيامة ووكله إلى نفسه، ومن وكله إلى نفسه هلك آخر ما عليها ولا يقبل له عذرا وأيما امرأة آذت زوجها لم تقبل صلاتها ولا حسنة من عليها حتى تعفيه وترضيه ولو صامت الدهر وقامت وأعتقت الرقاب وحملت على الجياد في سبيل الله لكانت أول من ترد إلى النار إذا لم ترضه وتعفه وعلى الرجل مثل ذلك من الوزر والعذاب إذا كان لها مؤذيا ثم يسلط عليه النار ويبعث حين يبعث مغلولا حتى يرد النار ومن بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم بات وأصبح في سخط الله حتى يتوب ويرجع فإن مات على ذلك مات على غير الإسلام " ثم قال: ألا إنه من غشنا فليس منا " حتى قال ذلك ثلاثا " ومن يعلق سوطا بين سلطان جائر جعله الله حية طولها سبعون ألف ذراع فتسلط عليه في نار جهنم خالدا مخلدا ومن اغتاب مسلما بطل صومه ونقض وضوؤه فإن مات على ذلك مات كالمستحل ما حرم الله ومن مشى بالنميمة بين اثنين سلط عليه في قبره نارا تحرقه يوم القيامة ثم يدخل النار ومن عفا عن أخيه المسلم وكظم غيظه أعطاه الله أجر شهيد ومن بنى على أخيه وتطاول عليه
(٧٣)