حدثت به نفسي، ولقد كنت بالمدينة أتردد في طرقها على دابتي وأن أهلها وغيرهم يسئلوني الحوائج، فأقضيها لهم فيصيرون كالأعمام لي وأن كتبي لنافذة في الأمصار، وما زدتني من نعمة هي على من ربي فقال له: أفي لك (1).
عنه قال: وروي أنه قصد الفضل بن سهل مع هشام بن إبراهيم الرضا عليه السلام فقال له: يا بن رسول الله جئتك في سر فأخل لي المجلس، فأخرج الفضل يمينا مكتوبة بالعتق والطلاق وما لا كفارة له وقالا له: إنما جئناك لنقول كلمة حق وصدق:
وقد علمنا أن الإمرة إمرتكم والحق حقكم يا بن رسول الله والذي نقوله بألسنتنا عليه ضمايرنا وإلا ينعتق ما نملك والنساء طوالق وعلى ثلاثون حجة راجعا أنا على أن نقتل المأمون ونخلص لك الأمر حتى يرجع الحق إليك.
فلم يسمع منها وشتمهما ولعنهما، قال: لهما: كفرتما النعمة فلا تكنون لكما السلامة ولا لي أن رضيت بما قلتما، فلما سمع الفضل ذلك منه مع هشام، علما أنهما أخطئا فقصد المأمون بعد أن قالا للرضا عليه السلام أردنا بما فعلنا أن نجر بك.
فقال لهما الرضا عليه السلام: كذبتما فان قلوبكما على ما أخبرتماني به إلا أنكما لم تجداني كما أردتما فلما دخلا على المأمون، قالا: يا أمير المؤمنين إنا قصدنا الرضا عليه السلام وجر بناه وأردنا أن نقف ما يضمره لك، فقلنا: وقال فقال المأمون وفقتما، فلما خرجا من عند المأمون قصده الرضا عليه السلام وأخليا المجلس وأعلمه ما قالا وأمره أن يحفظ نفسه فلما سمع ذلك من الرضا عليه السلام علم أن الرضا عليه السلام هو الصادق (2).
عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن القسم المفسر - رضي الله عنه - قال حدثنا